"باريس 2024"، شريك الثقة للحركة الأولمبية

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2017-04-20 07:28

ستكشف اللجنة الأولمبية الدولية، في غضون ستة أشهر، عن اسم المدينة التي سيُوكل إليها تنظيم دورة الألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعوقين لعام 2024. ويُعدّ اختيار هذا الشريك المكلف بتنظيم أكبر حدث في العالم مهمة شديدة الصعوبة بالنسبة إلى اللجنة الأولمبية الدولية. وبفضل الخبرة المكتسبة إبان الحملات السابقة، تُؤكد "باريس 2024" عزمها على مواجهة هذا التحدي واستعدادها لذلك، أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد مرور قرن على آخر مرة نُظّمت فيها دورة الألعاب الصيفية في فرنسا تتويجاً لمساعي البارون بيير دي كوبيرتان.
ومن حسن حظي أن دخلت الألعاب حياتي مبكّراً، وكانت من دون شك منهلاً ألهم مساري الرياضي وساعدني على تنمية ذاتي في الملاعب والمسابح وبعيداً عنها، وعلى الرقي بها إلى ما يفوق السعي وراء تحقيق المزيد من الإنجازات، بل عززت الألعاب كياني وأعطت معنى لالتزامي. 
ومن تجربتي الأولى في الألعاب كمتفرج، لا تزال تحضرني ذكرى البعد العالمي لحدث لا نظير له. ولا يغيب عن ذهني ذاك التضامن الذي يفوق الوصف بين جميع الشعوب والذي شهدته خلال أول حفل افتتاح حضرته. فقد رسّخت هذه الفترة من حياتي في شخصي حبّ الاجتهاد، وواجب الاحترام والسعي إلى بلوغ الامتياز.
وبوصفي الآن عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيساً مشاركاً للجنة المعنية بترشيح باريس لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 ، تغمرني الرغبة في مشاركة شباب العالم بأسره هذا الشغف الذي لا يفارقني.
وسيكون تنظيم دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في فرنسا فرصة فريدة لاستقبال العالم من خلال إقامة احتفال مذهل تحتضنه مدينة باريس بحلّتها الأولمبية الجديدة، من مبنى الأنفاليد (Les Invalides) إلى برج أيفل (La Tour Eiffel)، ومن قصر الغران باليه (Le Grand Palais) إلى شارع الشان إليزيه (Les Champs-Elysées)، إذ إننا نتطلع إلى تنظيم ألعاب من شأنها أن تُرسَّخ في سجل التاريخ، وفي حياة من سيشهدها من الزوار والرياضيين والمتطوعيين والمتفرجين والصحفيين وغيرهم ممن سيعيش هذا الحدث، تماماً كما رسخت في حياتي. ونود أن نقدّم إلى العالم في عام 2024 تظاهرة شعبية واحتفالية مفتوحة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، حتىّ نعيش لحظة تجمّع غير مسبوقة.
وإنني على يقين بأن "باريس 2024" تضطلع بدور شريك الثقة المناسب للّجنة الأولمبية الدولية، إذ إن بوسعها أن تُكسب الألعاب الأولمبية بُعداً جديداً يجعل منها ألعاباً تتسم بالمسؤولية، وتراعي ترسيخ الحدث ليكون إرثاً بقدر ما تسهر على جعله لحظة احتفالية، ويكون لها أثر حاسم فيما يخص التربية عن طريق الرياضة، والإدماج والصحة والتنوع.
ولفرنسا ما يلزم من المعدات والخبرة في مجال تنظيم التظاهرات الكبرى، كما تلتحم جميع الجهات الفاعلة التابعة للمجتمع المدني لدعم هذا المشروع ذي المصلحة الوطنية. وبعد الترشح لأربع مرات، فإن باريس وفرنسا على قدر من القوة والعزم أكثر من أي وقت مضى. فنحن على استعداد لتشاطر ألعاب أولمبية سيذكرها التاريخ. 
وسيُتيح لنا رفع التحدي لتنظيم ألعاب أولمبية مستدامة دون أن تقل عن سابقاتها إبهاراً، بناءَ مرجع جديد بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية. وسيتحقق ذلك بفضل اعتماد نهج حصيف على صعيد الميزانية، وكذلك على صعيد الاستدامة من خلال حوكمة مثالية فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية والبيئية. وفضلاً عن ذلك، ستكون "باريس 2024" بمثابة إرث أساسي لفرنسا ومثالاً يُحتذى به دولياً، كما أنها ستفتح صفحة جديدة لروح أولمبية تتسم بالمزيد من التضامن خارج نطاق دورة الألعاب، مؤكّدة بذلك الوعد الأول للّجنة الأولمبية الدولية ببناء عالم أفضل عن طريق الرياضة.
ويمكننا بفضل "باريس 2024" أن نثبت بأن الألعاب تمثل فرصة للمدن المنظمة، فيما تمثل الروح الأولمبية فرصة للعالم بأسره. إذ تمدّنا "باريس 2024" بالوسائل اللازمة للإسهام في إحياء اهتمام المدن بهذا الحدث الرائع، حتىّ تظلّ الروح الأولمبية مصدر إلهام في جميع أرجاء العالم.
وفيما تفصلنا بضعة أسابيع عن القرار الذي سيطبع تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية، يدفعنا طموحنا إلى مراعاة جانبين هما: ما بعد الألعاب ومفهوم الآخر. أما الجانب الأول فتفسيره يكمن في أنه سينبثق من هذه الألعاب حيوية جديدة على سائر أراضي البلد –فرنسا- التي تتوق بشدة إلى احتضان الروح الأولمبية، وهي حيويةٌ تحرك شعوب العالم كافة من خلال حثّها على ممارسة الرياضة. وأمّا الجانب الثاني الذي يراعي مفهوم الآخر أو الآخرين، فتفسيره يكمن تحديداً في أن هذا المشروع الهادف الذي يصبو إلى النهوض بقيمة الحركة الأولمبية، قد أُعدّ ليتشاطره العالم أجمع كيْ يصبح أكثر إنسانية وتضامناً.