أنهت حركة حماس الفلسطينية بوثيقتها الجديدة الصادرة، اليوم الإثنين، ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، وقبلت لأول مرة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وليس على كامل التراب الفلسطيني.
وعلى عكس تعريف الحركة لنفسها في الميثاق السابق الصادر في عام 1988، اعتبرت حماس نفسها "حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية بمرجعية إسلامية، وهدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني". وكان التعريف السابق للحركة هو أنها جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين.
حماس: منظمة التحرير إطار وطني للشعب الفلسطيني يجب المحافظة عليها وتطويرها
وجاءت الوثيقة في 42 بندًا نشره الموقع الرسمي للحركة على الإنترنت، وأعلنها رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بحضور من قادة الحركة ونخبة من الكتّاب والإعلاميين والباحثين في العاصمة القطرية الدوحة.
في البداية عرفت الحركة نفسها بأنها "حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسللمية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها". ثم أضافت أن دولة فلسطين "بحدودها من نهر الأردن شرقا إلى البحر المتوسط غربا، ومن رأس الناقورة شمالا إلى أم الرشراش جنوبا جزء لا يتجزأ وهي أرض الشعب الفلسطيني ووطنه. وإن طرد الشعب الفلسطيني منها وتشريده من أرضه، وإقامة كيان صهيوني عليها، لا يلغي حق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه ولا ينشئ أي حق للكيان الصهيوني الغاصب فيها".
وبالرغم من نص البند رقم 18 بالوثيقة على أنه وعد بلفور وصك الانتداب البريطاني على فلسطين وقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين "يعد منعدما"، وإن قيام "إسرائيل باطل من أساسه"، إلا أن البند رقم 20 جاء فيه قبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67.
الوثيقة ذكرت كلمة إسرائيل مرة واحدة وقالت إن قيامها باطل ولا اعتراف بشرعية الكيان الصهيوني
ونص البند رقم 20 على أن "حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة".
وجاءت كلمة إسرائيل مرة واحدة في الوثيقة، وكانت في البند الثامن عشر وفيه "إن قيام إسرائيل باطل من أساسه، وهو مناقض لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف". وتابعت أنه لا اعتراف "بشرعية الكيان الصهيوني.. وكل ما طرأ على أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطل، فالحقوق لا تسقط بالتقادم".
كما أكدت مبادئ حماس على أن "الصراع مع المشروع الإسرائيلي ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم؛ وهي لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنَّما تخوض صراعاً ضد المحتلين المعتدين؛ بينما قادة الاحتلال هم من يقومون باستخدام شعارات اليهود واليهودية في الصراع".
الوثيقة: الصراع ليس دينيا لكنه سياسي ضد المحتلين المعتدين.. وقادة الاحتلال هم من يستخدمون شعارات دينية
وجاء في وثيقة حماس أن منظمة التحرير الفلسطينية "إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع مكونات وقوى الشعب الفلسطيني وبما يحافظ على الحقوق الفلسطينية".
كما أكدت على أن دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني وحماية أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني، مشددة على "ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعدم ارتهانه لجهات خارجية، وتؤكد في الوقت ذاته على مسؤولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني".
وأضافت أن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية وتسعى إلى بناء علاقات متوازنة "يكون معيارها الجمعَ بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني، وبين مصلحةِ الأمة ونهضتها وأمنها".
ومن جانبها، اعتبرت إسرائيل أن حركة حماس "تخدع العالم" بالوثيقة الجديدة، وقال ديفيد كيز، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح". وأضاف "يبنون أنفاقًا للإرهاب، وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين، هذه هي حماس الحقيقية"