تراجعت أسعار النفط إلى مستوى جديد هو الأدنى في خمسة أشهر أمس بفعل مخاوف من استمرار تخمة المعروض رغم تطمينات من السعودية بأن روسيا مستعدة للمشاركة في تمديد اتفاق خفض الإمدادات مع أوبك.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة أكثر من ثلاثة بالمئة في التعاملات المبكرة لينزل عن 44 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 14 تشرين الثاني (نوفمبر). وهبط الخام 4 % أول من أمس.
ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت 3 % دون 47 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوى منذ 30 تشرين الثاني (نوفمبر) حين قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنها ستخفض الإنتاج في النصف الأول من 2017 بما أثار موجة صعود للأسعار.
لكن الخامين قلصا خسائرهما، وجرى تداولهما أمس بالقرب من مستويات إغلاق أول من أمس الخميس بعدما قال محافظ السعودية لدى أوبك لرويترز إن المنتجين داخل المنظمة وخارجها يقتربون من التوصل لاتفاق بشأن تخفيضات الإنتاج.
وقال المحافظ أديب الأعمى "بناء على بيانات أمس، يوجد اقتناع متزايد بأن التمديد لمدة ستة أشهر قد يكون ضروريا لإعادة التوازن إلى السوق، لكن فترة التمديد ليست مؤكدة حتى الآن".
كانت مصادر من أوبك قالت الخميس الماضي إن من المرجح أن تمدد المنظمة تحفيضات الإنتاج حين تجتمع في 25 أيار (مايو) لكنها استبعدت تطبيق تخفيضات أكبر حجما. وكان المنتجون في أوبك وخارجها اتفقوا مبدئيا على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الستة الأولى من 2017.
وتشهد مثل هذه الاجتماعات مشاورات غير رسمية لكنها تتطرق للأمور الإدارية ولا تتخذ قرارات بخصوص سياسة المنظمة.
وهبطت عقود برنت والخام الأميركي نحو 17 % منذ بداية العام رغم جهود أوبك الرامية لتعزيز الأسعار. ويجري تداول الخامين قرب مستويات لم يشهداها منذ ما قبل إعلان الاتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين على خفض الإنتاج.
في سياق آخر، قالت مصادر إن أرامكو السعودية اختارت شركة الاستشارات برونزويك كي تنضم إلى إف.تي.آي الاستشارية في إدارة العلاقات الإعلامية وعلاقات المستثمرين في طرحها العام الأولي المتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في العالم.
ويبرز قرار تقسيم الأدوار المهمة الضخمة التي تواجه شركة النفط الوطنية العملاقة التي تتطلع إلى إدراج نحو 5 % من أسهمها في 2018 في أكثر من دولة في عملية قد تجمع منها 100 مليار دولار.
وقال مصدران مطلعان إنه جرى تعيين برونزويك في الآونة الأخيرة لإدارة الاتصالات الخارجية والإعلامية للطرح العام الأولي بينما ستركز إف.تي.آي ومقرها الولايات المتحدة على إدارة علاقات المستثمرين.
وامتنعت متحدثة باسم برونزويك عن التعليق، ولم ترد إف.تي.آي على طلب للتعقيب. كما أحجمت أرامكو عن التعليق.
وكانت رويترز نشرت تقريرا في آذار (مارس) عن تعيين إف.تي.آي.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إن أرامكو ستدرج أسهمها في بورصة المملكة وكذلك في سوق أسهم أجنبية واحدة أو أكثر. ووردت أسماء لندن ونيويورك وهونج كونج بين البورصات التي قد يتم فيها إدراج أرامكو.
وتسعى أرامكو لجذب حكومات، بما في ذلك الصين، ومؤسسات استثمارية كبيرة للشراء في الطرح العام الأولي رغم أن التفاصيل الكاملة للطرح بما فيها حجمه وقيمته تظل غير معروفة.
وتستند قيمة الطرح العام الأولي البالغة 100 مليار دولار إلى تقييم أرامكو بواقع تريليوني دولار، لكن بعض المحللين يعتقدون أن التقييم النهائي ربما يقل كثيرا عن تلك القيمة.-(رويترز)