مرثية الإعلامي والشاعر الحسين ولد محنض للرئيس اعل ولد محمد فال تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته
على اعلِ فقيدِ المجد فليبك ذو الهدى
وذو العز والعليا وذو الفضل والندى
وذوالبذل للمعروف والصدق في الوفا
وذو البر بالإنعام والجود بالجدى
وذو اللطف بالمسكين والرفق بامرئ
ضعيفٍ له قد مَدَّ من فضله اليدا
وذو الحزم للأعدا إذا كان في الوغى
وذو اللين للأندا إذا فارق العِدى
وذو الحب والإخلاص للوطن الذي
أَحَبَّ ولم يبخل عليه ليَسْعدا
فقد كان في هذا جميعا مقدَّما
وكان عقيدًا في المكارم سيدا
لواءً إذا عدت محامده له
سجايا بها قد أصبح الدهرُ منشدا
ترأس لم يُعرف له غير صالح
من الفعل أو يُسمع له بعدَه صدى
ولا ساء قوما منه فعلٌ ولا أتى
بأمرٍ مُضِرٍّ بامرئ متعمِّدا
وكان على سر البلاد مؤمنا
فلم يُبد ما يَخفى ولم يُخف ما بدا
ولم يأت فعلا في المحامد طالبا
له ثمنا أو كي يُذاع ويُحمدا
على منكبيه تبصِرُ النجمَ لامعا
وفي وجهه شمسٌ تماثل عسجدا
ومن حوله من جحفل بعد جحفل
سرايا من الأجناد ضاق بها المدى
فلو شاء لم يبرح ولو شاء لم يَسِر
كما سار محمود السجايا مسددا
ولكنه في طبعه بعض عفة
وفي قلبه زهد وفي نفسه هدى
ولو شاءها المولى لعاد لمثلها
ولو عاد كان العودُ لا شك أحمدا
فعاد إلينا راغبين مجدَّدًا
وعدنا إليه شاكرين مجدَّدَا
لقد سار فينا طالبا كل عزة
وأغور في سبل المعالى وأنجدا
ولم يثنه عن عزمه بعد شقة
ولا كون مجد رامه كان أبعدا
تعود فعل المكرمات وإنما
"لكل امرئ من دهره ما تعودا"
ولكن رب العرش أدرى وعنده
جزاء له فيه يعيش مخلدا
تغمده لما توفاه بالذي
به كلَّ عبد صالح قد تغمدا
فقد كان بَرًّا مكرما متسامحا
أبيا يراعي ما يؤول له غدا
نقيا من الأدران والرجس والخنا
ومن حَملِ حقدٍ للعباد مجردا
هنيئا له لم تبصر العين مثله
ولو كان رائيه من الناس أرمدا
فقد كان حيا أوحد الناس منصبا
وأصبح لما مات في الناس أوحدا
وأظهرت الأقدار من بعد موته
ودادا له في الناس كان مجسدا
ومن فعله ما سَرَّ أهلَ مودة
وخيبَ أعداء وأخرسَ حسدا
ليبكِ عليه اليوم كلُّ تكتل
شريف من الأحرار وليبك منتدى
وكلُّ أبيٍّ كان فليبك إنه
على مثله يُبكى إذا طرق الردى
وصبرا بني آل السباع فمثلُكم
به يُؤتسَى في النائبات ويُقتدى
لأنتم نجوم القطر إن غاب فرقد
به يَستضيء الناسُ خَلَّفَ فرقدا
لكم عزةٌ قعسا ومجدٌ مؤثلٌ
وودٌ قديم في النفوس تأكدا
فلا محيت آثار دوحة عزكم
ولا ذهبت أمجادكم أبدا سدى
ولا زال فيكم منذ أحمدَ جدِّكم
إلى اليومَ من يعلو السماكين سؤددا.
الحسين بن محنض