ظهرت دراسة حديثة ارتفاعاً مقلقاً لعدد الإصابات بالتهاب الكبد الفيروسي في موريتانيا، بينما قررت الحكومة الموريتانية مواجهة المرض بعدد من الإجراءات الوقائية التي يمكنها الحد من تزايد الإصابة به.
وأكدت الدراسة أن نسبة حاملي الفيروس "ب" المسبب للمرض تتراوح ما بين 10 و20 في المائة من عموم السكان، بينما قالت وزارة الصحة الموريتانية إن الدراسة مبنية على الاحصاءات التي تم انجازها على المتبرعين بالدم والنساء الحوامل، وأوضحت أن العدوى المتزامنة بفيروس "ب" وفيروس "د" الشائعة في موريتانيا تمثل عاملا يزيد من خطر الاصابة الفيروسية.
واحتفلت موريتانيا مؤخراً باليوم العالمي لمحاربة أمراض الكبد الفيروسية تحت شعار "لنفكر من جديد"، بسلسلة من الفعاليات للتنبيه إلى خطورة المرض واطلاع السكان على سبل انتقاله والوقاية منه، ومنع انتقال فيروس إلتهاب الكبد من الأم إلى ولدها وضمان التكفل بكافة حاملي الفيروس.
واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية في موريتانيا زومبرى داوغو سوستن، أنه يمكن تفادي هذه النسبة المرتفعة بالحقن الآمن وتعزيز الرقابة على الأمراض في جميع المؤسسات الصحية وتحسين الوصول إلى الماء الصالح للشرب والأغذية السليمة والنظافة والصرف الصحي الملائم.
وأشاد سوستن بجهود موريتانيا في مجال مكافحة أمراض الكبد، وخصوصاً إدخال لقاح الكبد "ب" في البرنامج الموسع للتلقيح، ووضع برنامج وطني لمكافحة المرض، إضافة إلى إنشاء معهد لأمراض الكبد وإعداد استراتيجية وطنية.
وأكد أن مرض الكبد يشكل تحدياً خاصاً بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، حيث يقتل المرض ما يقارب المليون ونصف المليون سنوياً على مستوى العالم، غالبيتهم من الأفارقة، موضحاً أنه بات متوافراً تلقيح آمن وفعال للوقاية من الكبد الوبائي تم ادخاله في البرنامج الموسع للتلقيح بأفريقيا.
وقال وزير الصحة الموريتاني أحمدو ولد جلفون، إن التهابات الكبد الفيروسية تمثل بالنسبة إلى موريتانيا مشكلة حقيقية في مجال الصحة العمومية، خصوصاً مع ارتفاع أعداد المصابين بالتهاب الكبد من الفئة "ب".
وأوضح أنه لمواجهة ارتفاع أعداد المصابين بالمرض، اتخذت موريتانيا جملة من الإجراءات المستعجلة، أهمها إدخال اللقاح الخماسي الذي يضم بين مكوناته مضاداً للفيروس "ب" بلغت تغطيته السنة الماضية نحو 44 في المائة.
ومن أجل تعزيز الاجراءات الاستعجالية وحرصاً على استمرارية محاربة المرض، أنشأت الحكومة الموريتانية المعهد الوطني لأمراض الكبد والفيروسات، وأدخلت اللقاح المضاد لالتهاب الكبد "ب" لتحصين الأطفال حديثي الولادة.
المصدر:العربي الجديد