لن ينجح الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال ما داموا متفرقين:

أربعاء, 2014-07-30 07:36

 
اسلمو ولد سيدي احمد

لا أحد يستطيع أن يتحمل مناظر أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ "تُشوَى" تحت لهِيب القنابل الحارقة التي صبّها الجيش الإسرائيليّ على المدنيين العُزَّل في غزة، لكن- في المقابل- لا أحد يستطيع أن يلوم المقاومة الفلسطينية على التصدي للعدوان، بدلا من الاستسلام. وعلى مَن يرفع شعار"السَّلام"، بين العرب وإسرائيل، أن يفرق بين السلام والاستسلام.

ولعل ما حققته المقاومة في هذه المعارك غير المتكافئة، يجعلنا نؤمن بأنّ الفلسطينيين قادرون-بعون من الله، ومهما كانت التضحيات-على تكبيد العدو الغاصب خسائر فادحة لم يكن يتوقعها، بل إنهم قادرون على دحره. غير أنّ ذلك لن يتأتّى إلّا بتضافر الجهود الفلسطينية والعربية، وتوحيد المواقف على المستويين الداخليّ والخارجيّ. إن سياسة"فرق تسد" التي وقع في فخها إخوتنا في فلسطين الحبيبة، قد أضرت بالقضية الفلسطينية العادلة.

وممّا زاد الطينة بِلة ما يقع في بعض الأحيان من اصطفاف عربيّ مع هذا الفريق أو ذاك، وما يعيشه عالمنا العربيّ حاليا من أوضاع صعبة لا يتسع المقام لتفصيلها.

لقد أثبتت التجارب أنّ تماسك الجبهة الداخلية في أيّ بلد، كفيل بالصمود أمام أيّ خطر خارجيّ. كما أثبتت أنّ توحيد المواقف داخل أيّ مجموعة بشرية يكسبها قوة ومَهابة في تعاملها مع المجموعات البشرية الأخرى.
وانطلاقًا من هذا التصور، فإنني أطلب من جميع القيادات والفصائل الفلسطينية(فتح وحماس وغيرهما) أن يحرصوا على وحدتهم، منطلقين من أن ما يوحدهم أكثر ممّا يفرقهم، ومن أنّ الهدف واحد، وإن تعددت الوسائل والطرائق. ومن هنا، فإنّني أناشد كل الحكماء والسياسيين والمفكرين والمثقفين الفلسطينيين-وهم كثر- أن يحتكموا إلى العقل، وأن يدخلوا في حوار جادّ وصريح-وهم محاورون مرموقون-من أجل الوصول إلى اتفاق تام ونهائيّ حول القضايا الأساسية المتعلقة بالأسلوب الأمثل لتحرير الأرض وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. والله الموفق.