ووري الثرى فجر الْيَوْمَ في مقبرة الرياض بنواكشوط المغفور له محمد فال ولد محمد احمد الذي كان يصارع المرض منذ فترة طويلة، إلا أن وعكة صحية ألمت به بصورة مفاجئة كانت السبب في رحيله.. وبهذه المناسبة الأليمة ، أرفع تعازي القلبية الخالصة لأسرة الفقيد ، وخاصة الأخوين محفوظ والداه والأسرة الكريمة ، وأسر أهل محمد أحمد وأهل محمد الأحمد وأهل ابوا، وكل الأهل في مقطع لحجار.. لقد كان الراحل مثالا في الصبر والإيمان بالمصير المحتوم، فلم تشغله آلام المرض وهمومه عن تفقد الاصدقاء والاخوة والسؤال عن أحوالهم وممارسة أعماله بطريقة اعتيادية.
وقد لا يعني القارئ أي صديق أرثي اليوم، لأنه قد لا يعرفه، ومن يعرفه حق المعرفة قلة من أصدقائه ورفاقه ومحبيه. لقد أثارت فاجعة رحيله ومفاجأتها غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل إنساني. وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا وهي أحسن مما وجدها... وفي هذا عزاء لنا وأي عزاء.
واني كلما خطرت على نفسي خواطر الرحيل، أو مر ذكر راحل ترك الدنيا أحسن مما وجدها، وجدتني مع مصطفى صادق الرافعي أستعيد عبارته الخالدة: (اعمل عملك يا صاحبي، فإن لم تزد شيئا في الدنيا كنت أنت زائدا عليها، وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فما وجدتها وما وجدتك...) .
وأشهد الله أن صديقي المغفور له بإذن الله ترك الدنيا أحسن مما وجدها، فلم تكن صروف الإنهاك التي مر بها أو مرت به، إلا دافعا جميلا لصنع الخير .. وإن فيه خصلتين أقدرهما أيما تقدير: كرامة النفس ونُبل المقصد.
لقد رحل عن الدنيا وهو زائد فيها، ولم يكن زيادة عليها، وقد تركها أحسن مما وجدها.
للموت كرامات ورحمات أيها الباقون..
و"إنا لله وإنا إليه راجعون"
محمد عالي ولد العبادى