س: رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، نشكركم على قبول هذه المقابلة معنا، ودعونا نبدأ من آخر موضوع مطروح لدى الرأي العام.. لنسألكم عن حقيقة قضية اللاعب ياسين الشيخ الولي.. هل صحيح أن الاتحادية زورت أوراقاً لهذا اللاعب؟ وما هو ردكم على الاتهامات التي وجهت لكم بالانحياز لناديكم السابق FC نواذيبو في هذه القضية؟
ج: يداية يطيب لي أن أشكركم في موقع الأخبار على اهتمامكم الكبير بالكرة الموريتانية، وتناولكم أحداثها بمهنية عالية تستحق الإشادة.. وبالنسبة للرد على سؤالكم، فالجواب هو لا، نحن لا نزور الأوراق ولسنا الجهة المسؤولة عن إصدار الوثائق المدنية، ولا يمكننا ذلك أساساً، وليس من صلاحياتنا التدخل في هذه الأمور، وإنما نتعامل مع الوثائق التي تصلنا من اللاعبين والأندية، وهي صادرة عن الجهات الإدارية الموريتانية الرسمية المسؤولة عنها.
وفي حالة اللاعب الذي ذكرتم فإن وثائقه صادرة عن السلطات الموريتانية من شرطة وقضاء وحالة مدنية، وقد منحناه حقه بممارسة لعب كرة القدم بناءً على تلك الوثائق التي تخوله هذا الحق، وفقاً للقوانين التي نعمل بها في الاتحادية، وعندما أثير الجدل في الموضوع، قمنا بنشر هذه الوثائق وأوضحنا قانونية وضعية اللاعب.
وأما بالنسبة لما تصفونه الاتهام بالانحياز لنادي FC نواذيبو، فأنا لم أنكر يوماً أنني قادم من هذا النادي بل أعتز بذلك، وأفتخر بكوني كنت مؤسس ذلك النادي الذي يرى الكثير من الناس أنه النادي الأفضل في موريتانيا، والأكثر احترافية، لكنني عندما انتخبتُ رئيساً للاتحادية، بادرت إلى الاستقالة من النادي، ولم أعد مسؤولاً عن تسييره، رغم أن القوانين لا تمنعني من ذلك، لكنني آثرت التفرغ للكرة الوطنية بشكل عام..
وهنا بودي أن أوضح أن رئاسة الاتحادية لا يمكن الوصول إليها إلا عبر المرور بالأندية، وذلك وفقاً للقوانين التي تنظم الكرة الموريتانية، ولن يأتي أي رئيس إلى الاتحادية إلا من بوابة أحد الأندية، وهذه هي وضعية كرة القدم في جميع أنحاء العالم، وأما اتهامي من طرف البعض -كما ذكرتم- بالانحياز للنادي الذي كنت رئيسه سابقاً، فهو اتهام غير وارد، ولا يوجد ما يدل عليه، بل على العكس من ذلك يوجد ما يدل على بعدي تماماً عن هذه التهمة، والمتابعون لكرتنا يعرفون ذلك، ويكفي أن تعلم أن نادي FC نواذيبو ينفق سنوياً أكبر ميزانية مالية من بين جميع الأندية، وهذا معروف عند الجميع، ومع ذلك لم يفز بالبطولة في ظل رئاستي إلا مرة واحدة، فأين تجلى هذا الانحياز المزعوم إذن؟!
ثم إن هدف أي رئيس هو النجاح في عمله الوطني الشامل، وهذا يتنافى مع سلوك صغير مثل الانحياز لنادٍ معين، وأنا أربأ بنفسي عن ذلك، وسيرتي مع الاتحادية تؤكد بعدي تماماً عن مثل هذه المسلكيات المشينة.
س: من ترون أنه يحرك هذه القضية؟ وهل تخشى الاتحادية الذهاب إلى محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا؟
ج: نحن لا نتهم جهة معينة بأنها تقف وراء تحريك هذا الملف، ولا يهمنا أصلاً من يقف وراء تحريكه، لكننا مع ذلك لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن هناك جهات سعت بالفعل إلى استغلاله للإضرار بالاتحادية، بهدف كسب مصالح شخصية وخاصة؛ حيث ليس من المفهوم أن يتم تضخيم ملف فني بسيط، تم حسمه بقوة القانون، لتُجعل منه قضية كبرى تشغل الرأي العام، إلا إذا كان وراء ذلك جهات تسعى وراء غاية معينة أكبر من الملف بحد ذاته، ومع ذلك فنحن لن ننشغل بذلك عن عملنا الذي نرى أنه فوق كل هذه القضايا، وليس لدينا وقت نضيعه من أجل التجاوب مع أمور تافهة بالنسبة لنا.
وأما محكمة التحكيم الرياضية، فالاتحادية لا تخشى الذهاب إليها أبداً، بل ترى أنها المكان المناسب لحسم النزاعات الرياضية، ونحن واثقون من سلامة موقفنا، ولا نرى أننا طرف في هذه القضية، بل نحن جهة مسؤولة عن تسيير كرة القدم، وقد حكمنا في الأمر بما نرى أنه الصواب، ومن ليس مقتنعاً بذلك فإن مكان الطعن في القرار هو محكمة التحكيم الرياضية وليس وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لذلك نحن نرحب بالذهاب إلى التاس بكل تأكيد..
س: هل تعتقدون أن هذه القضايا يمكن أن يكون لها أثر سلبي على المنتخب الوطني؟
ج: ما ندعو إليه دائماً هو أن نستشعر المسؤولية ونغلب الوطنية في كل القضايا التي يمكن أن تشوش على منتخبنا الوطني، لأنه ليس منتخب الاتحادية ولا منتخب شخص معين، ولا جملعة محددة، بل هو منتخب جميع الموريتانيين دون استثناء، مهما كانت مواقعهم أو مواقفهم، ومن واجبهم جميعاً أن يقفوا خلفه، وأن ينأوا عن كل ما يمكن أن يعيق مسيرته أو يشوش عليها.. ومن هذا المبدأ دعوْنا إلى استشعار مثل هذا الموقف الوطني لدى طرح هذه القضايا، لكننا مع ذلك واثقون بأن منتخبنا اليوم بات أكثر نضجاً، وأكبر خبرة، ويمتلك لاعبين على مستوى عالٍ من الاحترافية والالتزام، لذلك أعتقد أنه لن يتأثر بإذن الله بمثل هذه القضايا.
س: ما هي الوضعية الحالية للمنتخب الوطني؟ وهل أنتم متفائلون بتحقيق التأهل هذه المرة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم؟
ج: وضعية منتخبنا الآن جيدة، فنحن حققنا منذ أيام قليلة أفضل تصنيف عالمي في تاريخ بلادنا، وهو مكسب كبير وصعب المنال، لأننا قادمون من الرتبة 206 عام 2012، واليوم بتنا في المركز 81 عالمياً، وهو ما يعني أننا تجاوزنا 125 بلداً في العالم خلال هذه الفترة، رغم المنافسة الشديدة في هذا التصنيف الذي تدرك كل الدول قيمته لما له من اعتبارات في تقييم مستويات المنتخبات الوطنية لدى إقامة أي قرعة للتصفيات، ونحن كنا ضحية في مرات سابقة كثيرة لتصنيفنا المتدني، واليوم نأمل أن نتجاوز تلك المرحلة إلى الأبد إن شاء الله.
في المجمل، نحن الآن في ظرفية جيدة؛ حيث فزنا في أول مباراة خارج بلادنا في بداية التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم، ونأمل أن يشكل ذلك حافزاً ورافداً معنوياً مهماً لنا لتحقيق التأهل إلى النهائيات هذه المرة إن شاء الله.
س: ماذا أعددتم لتحقيق التأهل هذه المرة؟
ج: قمنا بإعداد برنامج متكامل للتحضير لهذه التصفيات، فلعبنا عدة مباريات ودية مختارة بعناية، على أسس ومعايير فنية ملائمة تراعي وضعيتنا ووضعية خصومنا الحاليين، كما قمنا بالعديد من المعسكرات التدريبية المهمة، ونحرص دائماً على وضع لاعبينا في ظروف جيدة وملائمة تتميز بالاحترافية الكبيرة، كما نقوم ببعض التحفيزات المهمة، وكل ذلك من أجل شحذ همم اللاعبين من أجل تشجيعهم على الفوز والقتال من أجل الوطن، وهذا هو المنهج الصحيح لتحقيق الهدف المنشود.
س: نعلم أنكم جددتم عقد المدرب كورينتان مارتينس قبل فترة وجيزة، ولكن في حالة عدم التأهل لنهائيات كأس إفريقيا، هل سيواصل مع المنتخب، أم نتوقع مدرباً جديداً؟
ج: لن نستبق الأحداث، لكن ما أستطيع أن أؤكده لكم الآن، أن لدينا ثقة مطلقة في كفاءة هذا المدرب، وفي قدرته على تحقيق النجاح المنشود مع منتخبنا الوطني.
سر: يقال إنكم تتدخلون أحياناً لصالح بعض اللاعبين لكي يتم استدعاؤهم في المنتخب الوطني، كما يقال كذلك إن هناك أشخاصاً في الاتحادية يمكنهم فرض لاعبين محددين في المنتخب، ما هو ردكم على ذلك؟ وهل صحيح أن هناك أندية محددة يتوجب على اللاعب الموريتاني أن يلعب لأحدها، لكي يتم استدعاؤه للمنتخب الوطني؟
ج: مثل هذه الشائعات نقرأ عنها كثيراً، وهي في الحقيقة مؤسفة، لأن المنتظر من الرياضيين أن يفهموا أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن يقبل بها أي مدرب يحترم نفسه ويؤمن بعمله، لأن المدرب بطبيعته يسعى إلى النجاح وإلى تحقيق الإنجازات، فذلك ما يخدمه في مسيرته المهنية، فكيف يقبل بإفساد مسيرته وسمعته الفنية، إذا هو خضع لمثل هذه الأمور المدمرة لعمله؟
ما أستطيع تأكيده لكم أنه لا يوجد أبداً في الاتحادية من يمكنه التدخل للمدرب في عمله، لا أنا شخصياً، ولا أي مسؤول آخر، ولا توجد أندية مفضلة وأخرى مهمشة، بل يوجد لاعبون يرى المدرب أنهم يخدمون خطته وفلسفته، وهؤلاء سيتم استدعاؤهم ولو كانوا جميعاً في نادٍ واحد، أو في أندية متفرقة، وهذا يحدث في كل دول العالم.
س: نقرأ كثيراً من الانتقادات الموجهة لمساعد مدرب المنتخب الوطني مصطفى صال، هل صحيح أن "صال" هو من يختار اللاعبين للمنتخب الوطني، وأن مارتينس يعتمد عليه كلياً في ذلك؟
ج: من الطبيعي أن يستعين المدرب بمساعديه فهذا هو دورهم معه، لكن أياً منهم لا يمكن أن يختار اللاعبين للمدرب، أو يفرضهم عليه، فهو من يقوم بهذه المهمة، بناءً على مستوياتهم وعلى تجانسهم مع خططه الفنية.
س: بعض النقاد يرون أن عدم إقامة المدرب كورينتان مارتينس في موريتانيا، يحول دون معرفته لمستويات اللاعبين عن قرب؟ ما هو ردكم على ذلك؟
ج: جربنا سابقاٌ إقامة المدرب هنا، وقمنا بتقييم ذلك، والآن نعتقد أن الإقامة ليست ضرورية، لأن لدينا لاعبين في دول مختلفة، وعلى المدرب متابعتهم جميعا، وهو يقوم بذلك، فإما أن يحضر مبارياتهم، وإما أن يحصل على أشرطتها المسجلة فيتابعها، وهذه هي طريقة عمل عدد كبير من الناخبين الوطنيين في العالم، ولعلمكم فالمدرب يقيم أياماً من كل شهر في موريتانيا، وغالباً ما تكون أيام مباريات، وقد كان في طريقه لزيادة فترة إقامته هنا، لكن ظروفاً صحية خاصة في عائلته حالت دون ذلك.
س: يتحدث الشارع الرياضي عن وجود مواهب كثيرة في موريتانيا، ولكنها مهملة ولا تحظى بالاهتمام الكافي من طرفكم.. ما هو ردكم على ذلك؟
ج: يجب أن يعلم الشارع الرياضي أن مهمتنا هنا هي تحقيق النجاح، ولا يوجد شيء يضمن لنا ذلك أكثر من وجود المواهب، لذلك فنحن في بحث دائم عنهم، وأبوابنا مفتوحة لهم، وقد قمنا بتشييد أكاديمية حديثة خاصة برعاية وتكوين وتأطير المواهب الناشئة والشابة، وندعو كل الموهوبين إلى الالتحاق بها والخضوع للاختبارات الفنية اللازمة، ونطمئهم بأن المشرفين عليها فنيون أمناء، غايتهم هي اكتشاف المواهب ورعايتها، وليس التمييز لصالح فلان أو علان، كما كان يحدث سابقاً مع الأسف الشديد.
س: يشكو البعض أحياناً من وجود العنصرية في الملاعب الموريتانية.. هل توجد عنصرية فعلاً على مستوى المنتخب الوطني؟ وهل تختارون اللاعبين على أساس ألوانهم أو أعراقهم؟
ج: أحمد ولد يحي: أعتقد أن كرة القدم هي المجال الفسيح الذي يستوعب الجميع، دون عنصرية، والناظر إلى ممارسيها يدرك بسهولة أن الأفضلية تكون دائماً للأصلح والأجدر، والرياضة بطبيعتها مجال للتنافس الإيجابي، والأصلح هو الذي يفوز دائماً بمكانه.
نحن لا ننكر أن هناك بعض الأصوات ترتفع أحياناً بالحديث عن وجود عنصرية، لكنها غالباً أصوات صادرة عن المتابعين عن بعد، وليس عن الممارسين أنفسهم، لأن هؤلاء يدركون قيمة المنافسة، ويعرفون أسباب التفوق وقواعده، لذلك يرضون بها غالباً، وما يسود بينهم هو الروح الرياضية.
س: يقول البعض إن البطولة الوطنية ضعيفة.. هل لديكم خطة لتحسين مستواها في المستقبل القريب؟
ج: نعم، بطولتنا الوطنية كانت ضعيفة، وكانت تعاني من غياب الانتظام، لكننا منذ وصولنا للاتحادية سعينا إلى الرفع من مستواها وتحسين وضعيتها، فقد زدنا عدد الأندية في المسابقة إلى 14 ناديًّا، وتولينا تكاليف تنقل الأندية، لذلك لم تلغ أي مباراة في البطولة الوطنية منذ ستة مواسم، ومع ذلك لم نصل بعد للمستوى الذي ننشده.
ومنذ الموسم الماضي رفعنا قيمة جوائز البطولة إلى أكثر من 140 مليون أوقية، وقد تجسد هذا التحفيز المادي في قوة المنافسة على اللقب، وقد رأينا ذلك حتى الجولة الأخيرة من البطولة؛ حيث لم يحسم اللقب إلا في يومها الأخير.
وابتداءً من الموسم الجديد هناك تغييرات كثيرة ستطرأ على نظام البطولة، هدفها التحسين والتطوير.
س: لماذا لا نرى مباريات البطولة الوطنية منقولة على التلفزيون؟
ج: بالنسبة لنا في الاتحادية، قمنا منذ سنوات بإنشاء وحدة إنتاج تلفزيوني تتوفر على أحدث الكاميرات والمعدات الفنية الخاصة بتصوير المباريات، ونقوم بتصوير جميع مباريات البطولة منذ سنوات، وننشر ملخصات لكل المباريات على قناة الاتحادية على اليوتيوب، كما قمنا بتجربة نقل بعض المباريات بشكل مباشر على هذه القناة، وهي التجربة التي نسعى إلى تعزيزها في الموسم المقبل.
ومع ذلك، فنحن لا نمانع من منح حقوق بث البطولة لأي قناة ترغب في ذلك، وقد فعلناها سابقاً مع قناة شنقيط، والكرة الآن في مرمى القنوات وليست في مرمى الاتحادية.
لكن بالنسبة للنقل الإذاعي فهو متوفر منذ الموسم الماضي على أثير إذاعة موريتانيا، بعد أن وقعنا اتفاقية بيننا لضمان النقل الإذاعي للبطولة.
س: مؤخراً، تم اختياركم شخصياً عضواً في اللجنة التنفيذية للكاف، كيف يمكن أن توظفوا هذا المنصب لصالح الكرة الموريتانية؟
ج: نعم، بالفعل لقد تم اختياري عضواً للجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي، وهو أرفع منصب تتقلده موريتانيا كروياً، لكنني لا أعتبر ذلك إنجازاً شخصياً لي بقدر ما أعتبره ثمرة لجهود الموريتانيين جميعاً، بدءًا من السلطات العليا التي سهرت على دعم كرتنا الوطنية بسخاء، ثم الجمهور الرياضي والإعلاميين، والفاعلين الرياضيين في الاتحادية والأندية والعصب الجهوية، فبفضل عملهم جميعاً تحسنت صورة موريتانيا وتبوأنا مكانتنا اللائقة، واليوم إنما نحصد نتيجة ذلك.
وبطبيعة الحال، فإن همي الأول هو تسخير كل ما أحوز عليه من وظائف خارجياً لمصلحة بلادي، ولخدمتها، وتذليل العقبات في طريقها.
س: ما هي علاقتكم بالدولة؟ وهل تتدخل الوزارة في تسيير كرة القدم الوطنية؟
ج: علاقتنا بالدولة ممتازة، فهي علاقة وصاية على قطاع الرياضة، فنحن في الاتحادية منتدبون من طرف الدولة لتسيير كرة القدم، تماماً كما هو الحال في كل دول العالم، ولوزارة الرياضة وصاية علينا، والدولة هي التي توفر لنا ميزانية العمل، وخاصة بالنسبة للمنتخبات الوطنية، وهنا أود أن أشكر الدولة ممثلة في شخص فخامة رئيس الجمهورية على العناية الخاصة التي يوليها للرياضة، وكذلك تفعل الحكومة بتوجيهات منه، فنحن في الاتحادية ممتنون لهم على هذا الدعم الذي لولاه لما حققنا أي تقدم يذكر.
س: ما هي الموارد المالية الأساسية للاتحادية؟
ج: مواردنا تأتي من ثلاثة مصادر، المصدر الأول والأهم هو الدولة فهي التي تمول رحلات ومباريات المنتخبات الوطنية، والمصدر الثاني هو الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يمنحنا منحة مالية ثابتة، تمنح كذلك لجميع الاتحادات في العالم، وهي موجهة لقطاعات معينة، أما المصدر الثالث فهو عائدات الرعاية والإعلانات والتذاكر.. إلخ.
س: يتحدث معارضوكم في الفترة الأخيرة عن وجود فساد في الاتحادية، ما هو ردكم على ذلك؟
ج: ردنا يكون بما نقدمه من أداء وعمل؛ فالفساد لا يجتمع مع النتائج ولا مع البناء، وأنتم ترون اليوم ما بات يشبه مدينة رياضية مكتملة إلى جانب مقر الاتحادية، ونحن نتعامل بشفافية كبيرة مع الجمهور ومع الفاعلين الرياضيين بشأن الموارد المالية وتسييرها.
وعلى كل حال، فالجهات التي يمكنها كشف الفساد والحكم على الإنفاق والتسيير، هي جهات التفتيش المتخصصة في ذلك، وهذه زارت الاتحادية عدة مرات، من طرف المفتشية العامة للدولة، ومن طرف خبراء الفيفا، وكلها عادت بتقارير إيجابية جداً عن تسييرنا للاتحادية.
س: هل تنوون بناء منشآت رياضية كبيرة؟ كملعب قادر على احتضان أعداد وافرة من الجماهير؟
ج: هذه مهمة الدولة، وقد تعهدت السلطات ببناء ملعبين كبيرين في الفترة المقبلة، أحدهما في نواكشوط والآخر في نواذيبو.
ويالنسبة لنا، فقد استطعنا مؤخراً أن نقنع الاتحاد الدولي بتمويل مشروع إعادة بناء وترميم ملعب شيخا ولد بيديا؛ حيث ستتم توسعته بشكل كبير ليصبح ملعباً عصرياً قادراً على استيعاب أكثر من 8 آلاف متفرج، كما سيتوفر على كل المعدات اللوجستية الحديثة في الملاعب، وهذا المشروع سيبدأ تنفيذه قريباً إن شاء الله.
س: كما نعلم ستنتهي ولايتكم الحالية في منتصف عام 2019، هل ستواصلون عملكم في الاتحادية؟ أم سوف تتيحون الفرصة لغيركم؟
ج: لكل مقام مقال، وعلى كل الحال فالكلمة الفصل في ذلك ستكون للأسرة الكروية، وأنا لست إلا فرداً من لجنة منتخبة من طرف الأسرة الكروية، وهي القادرة على تقييم أدائنا وحسم موقفها منه، عندما يحين الوقت المناسب لذلك.
س: كُنتُم على اطلاع بكواليس اختيار البلدان المستضيفة لكأس العالم في موسكو وقطر. هل فعلا كان هناك شبه فساد في السابق أم أن الأمر مبالغ فيه؟
ج: في تلك الفترة لم أكن رئيس الاتحادية، ولم أكن على اطلاع على حيثيات الملف، لذلك لا يمكنني الحديث عنه.
س: هل ترون أن حصار قطر قد يؤثر -إذا استمر- على استضافتها لكأس العالم؟
ج: أعتقد أن الأجهزة الفنية في الاتحاد الدولي لكرة القدم هي التي تملك الإجابة على هذا السؤال، بعد تقييمها للوضعية التي تكون عليها حالة قطر في تلك الفترة، وبالتالي هي القادرة وحدها على حسم الموقف منه، واتخاذ القرار فيه.
الأخبار: شكراً لكم.
وكالة الاخبار المستقلة