هبطت أسعار الذهب خلال تداولات الثلاثاء والأربعاء بالتزامن مع التحسن الكبير في أداء الاقتصاد الأمريكي، وهو ما عزز من مكاسب الأسهم والاستثمارات ذات المخاطر العالية وأدى الى تراجع المعدن النفيس الذي يعتبر الملاذ الآمن للمستثمرين في الأوقات الصعبة.
وتم تداول الذهب في لندن صباح الأربعاء عند مستوى 1297 دولاراً للأونصة، مسجلاً مزيداً من الهبوط رغم اغلاقه الثلاثاء على انخفاض أيضاً عند سعر 1298.10 دولاراً للأونصة، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة تسجيل نمو قوي فاق التوقعات في الربع الثاني من العام الحالي وبنسبة بلغت 4٪.
ويقول العديد من المحللين الماليين ومراقبي الأسواق أن النمو الاقتصادي الأمريكي ليس العامل الوحيد الذي أدى الى هبوط أسعار الذهب، وإنما حالة الترقب التي تسود الأسواق والتي تسبب قلقاً للمستثمرين بشأن أسعار الفائدة وما اذا كان سيتم رفعها قريباً في الولايات المتحدة أم لا.
وقال محلل مالي في لندن لــ«القدس العربي» إن ترقب أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يمثل عاملاً مهماً في تحديد أسعار الذهب، حيث تسود حالة من القلق أوساط المستثمرين من رفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي خلال الفترة القريبة المقبلة بما يؤدي الى تسييل استثمارات كبيرة كانت قد لجأت الى الذهب في السابق للاحتماء من تقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن متعاملين قولهم إن المعدن النفيس تعرض لمزيد من الضغوط من مبيعات في العقود الاجلة الامريكية للذهب تسليم آب/ أغسطس مع اقتراب نهاية تداولها.
وكانت أونصة الذهب قد تم تداولها مطلع الأسبوع الحالي (الاثنين) عند مستويات 1312 دولاراً، قبل أن تسجل التراجعات في يومي الثلاثاء والأربعاء وتهبط الى ما دون مستويات الـ1300 دولار للأوقية.
وبحسب «رويترز» فقد منعت التوترات الجيوسياسية في أنحاء متفرقة من العالم -وخصوصا في أوكرانيا والشرق الاوسط- المعدن الاصفر من الهبوط بحدة في الجلسات القليلة الماضية مع ازدياد جاذبيته كأداة استثمارية آمنة.
ومن بين المعادن النفيسة الاخرى انخفض سعر الفضة 0.1 بالمئة الى 20.51 دولار للاوقية بينما هبط سعر البلاتين 0.5 بالمئة الى 1472.50 دولارللاوقية وتراجع البلاديوم 0.4 بالمئة الى 876.35 دولار للاوقية.