في حال كنت من أولئك الذين يعيدون ملء قارورة المياه البلاستيكية كل يوم، فإنك بذلك تؤذي نفسك نظراً لأن القوارير البلاستيكية غير مهيّأة لإعادة الاستخدام، أي أنها قادرة على تسريب مواد كيميائية لتكون بذلك ملاذاً للبكتيريا الضارة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه القوارير تحتوي على مادة كيميائية مثيرة للجدل يطلق عليها اسم "ثنائي الفينول أ" وتُستخدم في صناعة البلاستيك، ويُعتقد أنها تؤثر على الهرمونات الجنسية.
وفي هذا الصدد، حذرت الدكتورة مارلين جلينفيل في موقع Good Housekeeping من هذه المادة، فقالت: "بعض المواد الكيميائية الموجودة في علب البلاستيك قد تضر بكل أنظمة الجسم".
وأضافت جلينفيل أن هذه المواد من شأنها أن تؤثر على الإباضة وقد تزيد من خطورة ظهور الاضطرابات المتعلقة بالهرمونات على غرار متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وسرطان الثدي وغيرها من الأمراض.
وتقر دائرة الصحة الوطنية بهذه النتيجة التي أكدت أن مادة "ثنائي الفينول أ" قد تتسرب في المشروبات، كما أكدت هذه الدائرة على ضرورة إجراء بحوث أكثر حول مدى تأثير هذه المادة الكيميائية على الإنسان.
تحتوي قارورة الماء الخاصة بأي شخص على البكتيريا، وفي دراسة أجرتها ترادميل ريفيوز، تتمحور حول اختبار قارورة ماء استعملها رياضي لمدة أسبوع، تبين أن أكبر تجمع للبكتيريا قد بلغ في المعدل حوالي 900 ألف بكتيريا في السنتمتر المربع الواحد.
• الخطر على الصحة الجنسية للإناث
ونظراً للسمعة السيئة التي راجت حول هذه المادة الملدنة، لجأ العديد من المصنعين إلى استخدام مواد أخرى، على غرار مادة فلورين 9.
في المقابل، أثبتت دراسة قامت بها مجموعة من العلماء اليابانيين والصينيين أن هذه المادة بدورها مضرة بالصحة.
في الواقع، قامت هذه الدراسة بالأساس على تقديم مادة "فلورين 9" للفئران لمدة ثلاثة أيام. وبعد تحليل نتائج التجربة، تبين أن مادة فلورين 9، من شأنها أن تحد من درجة تأثير هرمون الإستروجين على أنثى الفأر. وبالتالي، فإن هذه المادة لها تأثير معاكس لمادة ثنائي الفينول أ.
والجدير بالذكر أن هرمون "الإستروجين" عبارة عن مجموعة من الهرمونات الجنسية، من بينها: "الأسترون والأسترول". كما أن هذا الهرمون مسؤول عن نمو الجهاز التناسلي الأنثوي، والخصوبة، علماً أنه يكون في أعلى مستوياته خلال فترة الحمل.
إثر هذه التجارب على الفئران، توصل العلماء الصينيون واليابانيون إلى النتائج الثلاث التالية: أولاً، أثرت مادة فلورين 9 على حجم رحم أنثى الفأر. ثانياً، أدت هذه المادة إلى إضعاف القدرة الإنجابية لديها. وثالثاً، أثرت هذه المادة على وزن صغار الفئران. ومن هذا المنطلق، يمكن الجزم بأن هذه المادة من شأنها أن تؤثر على الخصوبة.