إن أي مواطن مهما كان موقعه من هذه الأرض الطاهرة ، يتطلع لمتابعة كل فقرة من خطاب رئيس يبدأ مأمورية ثانية في بلاده التي لا يملك بديلا عنها . لا يمكن أن يمر الخطاب عليه ،دون أن يضع خطوطا بارزة تحت أهم محاوره ،وعليه بوصفي مواطنا بسيطا فإنني سأحاول من خلال هذه الإطلالة التعليق على خطاب السبت الثاني من أغسطس 2014.
بدأ الرئيس المنتخب بالترحيب بالوفود المشاركة في الحفل ، وشكرها على قبولها الحضور رغم مشاغلها الجمة حسب تعبيره ،ثم هنأ الشعب الموريتاني بعد ذلك رجالا ونساء شيبا وشبابا على أجواء السكينة والتنافس الإيجابي الذي اعتبره الرئيس المنتخب طبيعة الانتخابات الأخيرة .
بعد ذلك بدأ بذكر انجازاته خلال مأموريته الأولى حيث كان من أبرز ما جادت له قريحته هذا المساء
(- صون مقدساتنا الإسلامية
- تثمين تراثنا الثقافي
-توطيد وحدتنا الوطنية
–استتباب الأمن
-ضبط الحالة المدنية
-ترسيخ الديمقراطية
-محاربة الفساد
–القضاء على مخلفات الرق
-تسوية الإرث الإنساني
-التكفل بالمبعدين
-الاهتمام بالشرائح الهشة من مجتمعنا
-العناية بالنساء والشباب.)
انتهى الاستشهاد
لقد قدم الرجل في مجال صون المقدسات الإسلامية إذاعة للقرآن الكريم ،و قناة المحضرة أضافتا لبنات مهمة في هذا المجال .
أما النقاط الأخرى فلا يزال هناك خلاف بين عليها ،لكنني أتساءل ماذا يعني الرئيس المنتخب بالشرائح الهشة من مجتمعنا بعد أن اتهم في نهاية خطابه من يناضلون من أجل إشراك الشرائح الهشة في الدورة الاقتصادية بالشرائحيين ؟
وفي مجال التعليم يقول الرئيس المنتخب (ستشكل مواصلة إصلاح منظومتنا التربوية عنوانا بارزا لعملنا في السنوات الخمس القادمة. وسيشمل ذلك الكم والكيف حتى يساهم قطاع التعليم بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد. فعلى المدرسة ان تصبح فضاءا لترسيخ الوحدة ورافعة للترقية الاجتماعية. وفي هذا الإطار يجب ان يتمكن كل طفل موريتاني من الولوج الى المدرسة ليتلقى تكوينا قاعديا ناجعا في جو تطبعه المساواة وتكافؤ الفرص. وستعمل الدولة على تكثيف التدخل في مجال البنى التحتية المدرسية وتجهيزها وتكوين المكونين بها وتشجيع التميز داخلها.)
وهذا لعمري هو مطلب الشرائح الهشة التي ذكرها الرئيس المنتخب في خطاب السبت
فأي نظام تربوي أهمل تاريخ مختلف مكونات الشعب محكوم عليه بالفشل التام
وفي مجال الصحة يقول الرئيس المنتخب
(سنعمد الى انشاء أقطاب جهوية وصولا الى تغطية شاملة تؤمن جودة العلاجات العمومية وتوسع مجال التكفل بالمرضى سعيا الى تحقيق التأمين الشامل والى انشاء صندوق للتضامن لصالح المواطنين الأكثر فقرا والى دمج امثل لأصحاب الاحتياجات الخاصة. وستحظى البنى التحتية وتطويرها بعناية خاصة بالاضافة الى الرفع من كفاءة الطاقم البشري الصحي وتوفير الأجهزة الضرورية وإصلاح قطاع الصيدلة)
كانت الشرائح الهشة من مجتمعنا هي المتضررة سيادة الرئيس المنتخب من تردي منظومتنا الصحية .
وأضاف الرئيس المنتخب
(لقد عاش الشعب الموريتاني عبر تاريخه المجيد في لحمة اجتماعية صلبة قوامها عدالة الاسلام وسماحته وتضامن وتكافل المسلمين في ما بينهم. ولقد اتبعنا في السنوات الخمس الاخيرة سياسات تكفل القضاء على مخلفات الرق وتعزز الوحدة الوطنية من خلال تسوية الإرث الإنساني وطي ملف المبعدين وتحسين الظروف المعيشية للشرائح الهشة.
وسنتصدى بحزم لدعاة النعرات العنصرية والشرائحية والفئوية والقبلية التي تهدد بتفكيك نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا الوطنية. فنحن شعب واحد نسعى للانتصار في معركتنا ضد التخلف ونطمح لتأسيس مجتمع ينعم بالعدالة والمساواة بين كافة أبنائه، في الحقوق والواجبات ومعيار التفاضل فيه يتحدد على أساس الكفاءة والتميز والمواطنة الحقة.)
سيادة الرئيس المنتخب كيف ستعملون على تحسين الظروف المعيشية للشرائح الهشة دون التعامل مع المناضلين عن حقوق تلك الشرائح التي تشيرون إليها .
شيخنا ولد الناتي