منذ الثاني من الشهر الحالي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، 15 اتصالا هاتفيا مع قادة دول عربية وإسلامية وغربية وبابا الفاتيكان، للتحذير من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة، وبحث تداعياته، وحشد الرافضين لهذا القرار غير المسبوق.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي القدس عاصمة لإسرائيل، والمباشرة بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى شرقي القدس المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي وقلق وتحذيرات دولية.
تحركات الرئيس التركي استبقت هذا القرار، حيث اتصل هاتفيا في الثاني من ديسمبر / كانون الثاني الجاري بنظيره الفلسطيني محمود عباس، ثم بكل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وخلال الاتصالات الثلاثة، حذر أردوغان من تداعيات اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل على سلام واستقرار المنطقة.
كما اتصل أردوغان بنظيره السوداني عمر البشر، حيث تم تأكيد أن قرار ترامب سيؤثر سلبا على سلام واستقرار الشرق الأوسط.
بعدها، وسع أردوغان دائرة اتصالاته بالحديث إلى كل من رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)إسماعيل هنية، والرئيس الباكستاني ممنون حسين.
وحتى خلال زيارته لليونان يومي 7 و8 من الشهر الجاري واصل أردوغان تحركاته، فأجرى اتصالا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله أحدث المستجدات بشأن القدس، وتم تأكيد أن القرار الأمريكي سيضر باستقرار وسلام المنطقة.
وانطلاقا من كون القدس مدينة مقدسة للمسيحيين أيضا، أجرى الرئيس التركي اتصالا هاتفيا مع بابا الفاتيكان فرانسيس.
وخلال هذا الاتصال، دعا أردوغان إلى ضرورة الابتعاد عن أي محاولة لتغيير وضع القدس، مشددا على أن المدينة مقدسة بالنسبة إلى اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وواصل أردوغان جهوده اليوم عبر بحث المستجدات في القدس هاتفيا مع نظرائه الفرنسي إيمانويل ماكرون، والكازاخي نورسلطان نزار باييف، والأذربيجاني إلهام علييف، واللبناني ميشال عون.
ومن المرتقب أن يلتقي أردوغان مع بوتين في مدينة إسطنبول التركية الاثنين، لبحث المستجدات بشأن القدس، ومآلات قرار ترامب الذي ينتهك قرارات الشرعية الدولية.
وهذا اللقاء سيسبق قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، الأربعاء المقبل، دعت إليها تركيا باعتبارها الرئيس الدوري للمنظمة، بهدف حشد الجهود للدفاع عن القدس.