شن الجيش الاسرائيلي أمس الإثنين غارات وعمليات قصف مدفعي استهدفت مواقع قال إنها لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة، وذلك بعد إطلاق صاروخ من القطاع على اسرائيل.
وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي «ردا على إطلاق صاروخ، قامت دبابة وطائرات لسلاح الجو بقصف مواقع لحماس في جنوب قطاع غزة»، دون توضيح المكان الذي سقطت فيه القذيفة وما إذا كانت أوقعت ضحايا.
وقالت سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الاثنين، إن قياداتها تلّقت اتصالاً هاتفياً من قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لبحث «جهوزية المقاومة الفلسطينية».
وأضافت «سرايا القدس»: «أجرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، مساء اليوم، اتصالاً بقيادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين».
ونقل البيان عن سليماني تأكيده على «دعم إيران الكامل والشامل للمقاومة الفلسطينية».
وأصيب عشرات الفلسطينيين مع تواصل المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة أمس الإثنين، تنديدا بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واندلعت المواجهات في عدد من مدن الضفة الغربية وشرق القدس لليوم الخامس على التوالي، على إثر تظاهرات شعبية رفضا للقرار الأمريكي بشأن القدس.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 66 إصابة في الضفة الغربية، بما فيها شرق القدس منها خمس إصابات بالرصاص الحي، و18 بالرصاص المطاطي.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد المصابين الذين وصلوا إلى المستشفيات إلى 37 إصابة مختلفة، فيما تم علاج 60 حالة استنشاق غاز ميدانيا.
ودعا الرئيس محمود عباس الدول العربية إلى مواجهة قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة، من خلال الخروج عن دائرة «الرفض» واتخاذ «خطوات جريئة». وأشار إلى مطالب الشعوب العربية إلى قيادتها والمتمثلة في غلق السفارات الأمريكية وطرد السفراء، وربط العلاقات الدبلوماسية العربية مع واشنطن، بتراجعها عن هذه القرار.
وفي خطاب جريء وجهه عباس للبرلمان العربي، وألقاه نيابة عنه وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، دعا إلى اتخاذ خطوات عربية «جريئة» على المستوى الرسمي.
ودعا البرلمان العربي من جهته إلى عقد قمة عربية طارئة لتجنيد كافة الطاقات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية «القدس».
جاء ذلك في قرار أصدره البرلمان العربي، في ختام جلسته الطارئة أمس الإثنين في مقر الجامعة العربية.
وتضمن القرار الدعوة لوضع خطة تحرك عربية فاعلة على كافة المستويات، من خلال جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية والبرلمان العربي، تأكيدا على تكامل الدبلوماسية البرلمانية مع الدبلوماسية الرسمية للتصدي لقرار الإدارة الأمريكية وتشكيل لجنة مفتوحة العضوية لهذا الغرض.
في سياق متصل فشل مسعى واجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن رسميا رفضه للقرار الأمريكي، ورفض نقل السفارات الأوروبية للقدس. وهذا ما دفع نتنياهو لإلغاء اجتماع كان مقرراً مع رئيس المفوضية الأوروبية يان كلود يونكر، بعد فشله في الحصول على المعاملة والدعم الذي كان يتوقعه من الاتحاد الأوروبي.
وقالت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، إن نتنياهو قرر مغادرة بروكسل، من دون لقاء يونكر، بسبب الانتقادات والاستقبال الفاتر الذي لقيه من الوزراء الأوروبيين خلال اجتماعه بهم.
وعلى الرغم من أن زيارة نتنياهو لبروكسل تعد الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي منذ 22 عاماً، إلا أن الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، التي تعد بمنصب وزير خارجية، هي من استقبلته.
وقبيل مشاركته في إفطار عمل مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أعرب نتنياهو، في تصريح للصحافيين، عن ثقته بأن «جميع الدول الأوروبية ستنقل سفاراتها إلى القدس التزاما بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
لكن موغريني قالت في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إنه «يمكن لنتنياهو أن يحافظ على تطلعاته بالنسبة إلى الدول الأخرى، أما الاتحاد الأوروبي فلن يتخذ خطوة في هذا الاتجاه».
وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الـ28 بعثوا بـ «رسالة صريحة» إلى نتنياهو.
وأفادت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي أن «الوزراء الأوروبيين، خلال اجتماعهم مع نتنياهو، أعربوا عن رفضهم بشدة لقرار ترامب مؤكدين أنهم لن ينقلوا سفارات بلادهم إلى القدس».
من جهته صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس هجومه على الولايات المتحدة وقال إنها أصبحت «شريكة في سفك الدماء».
ويعارض اردوغان بشدة قرار ترامب، حيث يسعى إلى تعبئة العالم الإسلامي ضده، داعيا إلى قمة للدول الإسلامية في اسطنبول يوم غد الأربعاء
وقال الرئيس التركي الذي يعتبر نفسه مدافعا رئيسيا عن القضية الفلسطينية إن «مقاومة» المسلمين لن تتوقف حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال في خطاب في أنقرة «لن يتمكنوا على الإطلاق من إزالة الدماء» التي سفكت عقب القرار. (تفاصيل ص 6 و7)