بقلم: محمد الكوري ولد العربي - رئيس حزب الوطن
ها نحن نسبح ضد تيار زمن الرداءة باتجاه استحضار زمن العزة والكرامة، الذي لم يعد يفصله عنا سوى أيام، نقطعها في سير حثيث طلبا لبتر الرداءة بسيف فعل الخلود.. في أعظم ذكرى لأعظم قائد، بعد عصر النبوة وأصفيائه، علا ذروة المجد، ثم ترجل من عليائه ليلقي آخر كلمات ذهبية له تفاوحت مسكا عطر صفحات التاريخ الإنساني وأشرقت بها زوايا العالم المظلمة.
إنها الذكرى الحادية عشر لاستشهاد سيد عصره، بلا منازع، الرفيق الرئيس صدام حسين، الذي مضى عن عالم يعج بالإسفاف، لما لا يعيبه، بل ليجمع الحسنيين، عزة النفس وطيب الذكر في الآخرين، في خاتمة هي الأجمل والأبقى في الأولين والآخرين، وفي يوم من أعظم أيام الله، يوم الحج الأكبر.. يوم البراءة من الشرك والمشركين!
وهي الذكرى التي شكلت، وأيم الله، أسمى معاني الإنسانية في مواجهة الوحشية التي تقاسمتها قوى الصهيونية مع قوى البغي والدجل الفارسية في هذا اليوم المشهود.. المشؤوم !، حيث حطمت وقفة ذلك القائد العظيم، في ذلك المشهد الرباني المهيب، كل مشاريع العدو الأمريكي- الصهيو- فارسي، وأزاحت ظلمة اليأس وكنست كيد التيئيس الذي رامه الأعداء بإعدام الأمل في نفوس أبناء الأمة. فكادوا، وكان كيدهم في تباب! وأبى الله إلا أن يحول تلك اللحظة الفارقة إلى هزيمة مدوية للعملاء وأسيادهم، وإلى بركان من الغضب الجماهيري، عبر قارات العالم، ضد فعلتهم البربرية، وإلا أن يحولها إلى بحر من الحب الإنساني الدافق من مختلف الشعوب والألسن لذلك القائد الخالد - صدام حسين!، حيث ما زالت تلك الفعلة البشعة تفعل فعل التحريض الهادر والأبدي على الصمود والمقاومة والجهاد المقدس بالضد مما سعى له الأرذلون، من عجم وعرب خونة!
وبهذه المناسبة القومية والإنسانية الخالدة، فإن الأنسب، في استحضار إشراقاتها ووهجها، هو استثمار تلك الصورة البهية التي رحل بها الشهيد صدام حسين وتلك الوصايا بصوته الزبوري، في إحياء وتفعيل المعاني والقيم الإنسانية العظيمة التي دافع عنها الشهيد، والتي أراد بشموخه الأسطوري، في ثوان قبل الموت، أن يورثها أمانة في عقبه من أبناء الأمة وأجيالها من بعده. ولقد كان لتنظيم المؤتمر الشعبي العربي أكبر الأثر على نفوس أبناء الأمة المخلصين، كما كان له أبلغ تأثير سلبي على معنويات أتباع إيران وعملائها الصغار، الذين يتخللون الأمة لتشويه صورة النضال القومي، وليضعوا خلالها خبالا!
فشكل ذلك المؤتمر ملحمة سياسية وفكرية لا تقل في معانيها ونتائجها عن الملاحم الجهادية التي يخوضها أبناء الأمة في فلسطين والعراق والأحواز العربية، حيث تلاحمت هذه القضيا وظهرت للعرب قضية قومية عربية واحدة، لا تنفصل معاركها عن بعضها، وأعاد هذا المؤتمر للذهنية العربية العلاقة الجدلية بين النضال من أجل الوحدة العربية، والنضال من أجل تحرير فلسطين، بعد ما تمكنت أمريكا وحلفاؤها وأدواتها (الصهيونية والصفوية الإيرانية) من ثلم الوعي القومي حيال ترابط القضايا العربية وتساوي القيمة المبدئية للحق العربي، بغض النظر عن أقطار الأمة، حتى بتنا نرى بعض المخبولين، من أدعياء العروبة، يمجدون التفريس وينادون بإيران، بديلا عن العرب، في استرجاع الحق العربي، في فلسطين!
(يتبع)