أعلنت صحيفة كيهان الايرانية المتشددة في عنوانها الرئيس: "أنصار الله تستهدف الرياض، الهدف التالي دبي"، ولا يحتاج هذا العنوان لقراءة ما بين السطور، بل هو إعلان صريح بأن إطلاق الصواريخ يتم عن طريق إيران.
فالحرب في اليمن لم تعد حربا بين الأشقاء اليمنيين، بقدر ما هي حرب توسعية إيرانية، يراد منها مد النفوذ الايراني – الشيعي في كل المنطقة، ورسم خريطة جديدة، ويبدو الأمر واضحا في هذا العنوان العريض الذي كشف كل النوايا التوسعية، التي يسعى أصحابها إلى التهام الأرض والشعب والتحكم في المنطقة العربية، من خلال التحكم في المركز، بما يحمله من قداسة ونفوذ.
فمن أجل هذا المشروع التوسعي تضرب إيران عرض الحائط بالقانون الدولي، وتصم آذانها عن النداءات المتكررة، التي كان آخرها بيان مجلس الأمن الدولي الذي أدان فيه إطلاق مليشيات الحوثيين (إيران) صاروخا بالستيا على الرياض في 19 ديسمبر الماضي، بالإضافة للتعبير عن قلقه لمواصلة شن هذه الهجمات ضد دول أخرى في المنطقة.
وأشار المجلس إلى أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية التنفيذ ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات وبيانات مجلس الأمن ذات الصلة توفر الأساس لإجراء مفاوضات شاملة للجميع وتسوية سياسية للأزمة في اليمن، وأعربت عن قلقها إزاء استمرار عدم تنفيذ هذه القرارات.
لكن لا أهمية لهذه النداءات الأممية بالنسبة لإيران التي لم تعد ترضى إلا ببسط نفوذها على المنطقة، وتغذية عدم الاستقرار من خلال نشر المذهب الشيعي و بناء الحسينيات، وتأطير عملاء لها في جميع أطر الدولة السياسية والإعلامية..
من هنا تبرز أهمية عاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية، والتي استطاعت الحد من الوصول للهدف، من خلال أزاحة الحوثيين من المياه الإقليمية السعودية، رغم سعي طهران بكل ثقلها تحت مسميات وعناوين عديدة أهمها محاربة الإرهاب وحماية المراقد الشيعية، إلى الحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة العربية..
أهداف توسعية إيرنية تحتاج تكاتف الجهود لفضحها، فما يجرى في المنطقة ليس حربا أهلية، بقدر ما هو حرب توسعية تريد تغيير جغرافيا المنطقة، وقد نضح الإناء بما فيه.
محمد على العبادى