تكريم شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سبيل عزة وكرامة وحرية الأوطان، هي من الخصال الحميدة التي ميزت هذا العهد وتحسب للرئيس محمد ولد عبد العزيز،
وتجسدت في تكريم شهداء المقاومة والاعتراف لهم بتضحياتهم الجسام من أجل الوطن، وتوجت أخيرا بتحسينات على ألوان العلم الوطني صادق عليها الشعب الموريتاني وتمثلت في تجسيد تضحيات الشهداء عبر ألوان العلم الوطني.
وكما كانت تجسدت تلك العناية برموز المقاومة والاعتراف بتضحيات الشهداء من ضباط وجنود ومواطنين سقطوا دفاعا عن الوطن، تبرز الحاجة إلى لفتة كريمة من رئيس الجمهورية لتثمين تضحيات شخصية وطنية كالقائد المرحوم محمد الأمين ولد أنجيان القائد السابق لأركان الجيش الوطني الذي سقط شهيدا في ساحة الشرف من أجل الوطن والثبات على المواقف مما يؤكد أهمية تكريم هذه الشخصية عبر الاعتراف له بجميل ما قدمه كغيره من شهداء هذا الوطن مثل الرائد السابق المرحوم سويدات الذي تم تكريمه هو الآخر والاعتراف له بتضحياته من خلال ترقيته حينها إلى رتبة عقيد بدل رائد وهكذا ينتظر الموريتانيون أيضا ترقية للعقيد الشهيد محمد الأمين ولد أنجيان إلى رتبة شرفية أرقى وهي في هذه الحالة رتبة جنرال للاعتراف لهذه الشخصية بأدوارها البطولية ومن أجل أن يكون ذلك مثالا يحتذى به في المستقبل كنوع من أنواع العناية والتكريم لضباطنا الذين يبذلون أرواحهم فداء الوطن..
وفي لفتة مهمة من بعض الباحثين حول أهمية تكريم الشهيد القائد محمد الأمين ولد أنجيان يأتي تأليف كتاب حول الموضوع بعنوان "إعادة كتابة تاريخ المقاومة الموريتانية في تكريم فارس الأمة الموريتانية الشهيد محمد الأمين قائد الأركان العسكرية السابق"
حيث يعتبر مؤلف الكتاب محمد سيدي محمد بركه أن تكريم الشهداء يعد من صميم توجهات رئيس الجهورية حول إعادة تاريخ المقاومة الموريتانية، كفكرة رائدة لاقت استحسان وإشادة على الصعيد الوطني بين النخب كتوجه ينم عن صدق الانتماء لهذه الربوع.
ويشير الكتاب إلى أن عتراف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بالمقاومة يشكل أمرا بالغ الأهمية لأن المقاوم أثر بعمله الإيجابي المتمثل في التضحية بنفسه ومصالحه من أجل المجتمع فيما رد له هذا المجتمع من اعتبار وتقدير وتقديس تناقلته الرواة وتتلقفه الأجيال جيلا عن جيلا وسيطرة المؤرخون الناحتون في ذاكرة المجتمع الجمعوية.
ويحث المؤلف على تكريم الشهيد باعتباره مطلبا وطنيا من طرف الموريتانيين وذوي الشهيد القائد محمد الأمين ولد أنجيان ترقية الشهيد ضمن الترقيات والتكريمات المنتظرة خلال العام 2018 إلى رتبة لواء شرف حتى يحس كل قائد أو إطار فاعل في المجتمع أنه لن ينسى ولن يمحى من ذاكرة الوطن ومن صفحات التاريخ بعد رحيله، ويطمئن أبناء الشهيد على تفاعل المجتمع وقيادته معهم ووقوفهم وقفة رجل واحد إلى جبنهم أين ما كانوا.
وشكّل القائد محمد الأمين ولد أنجيان معجزة الإنسان والقائد الملهم والحكيم المتعقل والمتبصر لأمور القيادة والشخصية السوية والمرجعية للقائد المظفر الذي لا يشق له غبار ولا يتصف بصفاته كل الرجال.
ويتحدث الكتاب عن مناقب الشهيد حيث نشأ الراحل في بيت علم وعز وشرف في قد تربى وترعرع المرحوم مع أبويه وأخوته حيث درس كعادة الشناقطة الموريتانيين القرآن الكريم ومبادئ الشريعة الإسلامية على والده رحمه الله تعالى وهو من أحفاد الولي الصالح والفاتح المجاهد الكبير الذي جاء صحبة أبي بكر بن عامر، عبد الرحمن الركاز الذي اشتهر بالولاية والصلاح والقيادة وحسن التدبير ومعرفة الشريعة وأصولها، ولاغرو أن يجمع الشهيد محمد الأمين ولد أنجيان كل هذه الصفات الحميدة وتميز بسلوك قيادي وروح إنسانية وكان متواضعا زاهدا قائما في ليله مسبحا في يومه عادلا في أمر من تولى أمرهم رؤوفا بالضعيف والمسكين واصلا للأرحام، حازما في قيادته شديدا وقت الشدة لينا وقت اللين حازما وقت الحزم.
ويورد المؤلف أن إمام المسجد الجامع ولد حبيب الرحمن قد قال عندما وضع جثمان الشهيد للصلاة عليه في مكان الصلاة بالمسجد، ليس هذا المكان الذي وضعتم فيه الجثمان غريبا على صاحبه، وهي شهادة من عالم وإمام يحسب لها حسابها.
سائلين المولى جل جلاله أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته من الذين أنعم الله عليه من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
البيان الصحفي