بات من شبه المؤكد أن يعيد الرئيس تعيين وزيره الأول مولاي ولد محمد لقظف لتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية، لتسيير النسخة الثانية من رئاسته لموريتانيا، بعد محطته الانقلابية الأولى.
ويعلل المراقبون هذا الاحتمال، بكون السيد مولاي ولد محمد لقظف، قد نجح في إرضاء رئيسه، خلال مهامه التي أوكلها إليه وصار جزءا من تركيبته السياسية التي يصعب عليه الاستغناء عنها.
- فقد كان سببا فاعلا في إفراغ اتفاق دكار من أي محتوى من خلال استدعائه منفردا للناخبين للتصويت في انتخابات 18 يوليو 2009 ليفوز ولد عبد العزيز بسهولة ويسر بعد معركة شرسة خاضها مع مناوئي انقلاب 2008.
- كما أنه استطاع أن يبقى ظلا لرئسه وليس قطبا منافسا، يبحث عن الأتباع ويعمل على ترسيخ مركزه السياسي.
- تماهيه المطلق مع مطالب ورغبات رئيسه وعدم استفزازه للطبقة السياسية وبروزه كمحاور أوحد للمعارضة، الشيء الذي يزيد من حظوظه في البقاء، لاختصار الطريق مع الاطراف السياسية مستقبلا، عند ما تشتد المواجهة أو تتفاعل الاحتجاجات السياسية والمطلبية.. وهو احتمال وارد في ظل تجاهل الرئيس للمعارضة وتصميمها على الفعل المؤثر لإيلام النظام وضربه في مقتل. - لكون تجربته الطويلة، ستساعد النظام على البدء فورا في القيام بإصلاحاته المحتملة، التي قد تكون جذرية حسب المؤيدين وشكلية بالنسبة للمعارضين.
كل هذا الرصيد وغيره من الكيمياء الشخصية والبواعث الذاتية، تدفع المراقب بالتكهن باحتمال أن يصبح السيد مولاي ولد محمد لقظف هو "ميدفديف موريتانيا"، حتي لا يضطر الرئيس للحنث بقسمه الدستوري ويعمل على تغيير الدستور لتمديد فترة رئاسته، الشيء الذي سيفجر صراعات سياسية وسيخلق بلبلة قد يكون لها أول وليس لها آخر.
ينضاف إلى ذلك إعطاء فرصة - ولو محدودة- للشرق، ليفخر بأنه لم يعد مهمشا ومن أجل امتصاص النقمة على الشمال الذي ظل يحتكر الرئاسة عمليا، منذ أكثر من 34 سنة. إنها قراءة في منطق الأمور في بلد لم يعد يخضع فيه أي شيء للمنطق السليم.
محمد المختار ولد محمد فال
النهار