قتل جيامباولو باتزيني أحلام ريال مدريد في تحقيق الفوز الثالث على التوالي، بعد أن سجل هدف التعادل في الدقيقة قبل الأخيرة بمرمى كايلور نافاس حارس الملكي، ليقتنص ليفانتي نقطة من المرينجي ويترك زين الدين زيدان ولاعبيه في بحر الأزمات.
لم يكن مستوى الفريق الملكي بذلك السوء الذي يضعه بعيدا عن متناول الثلاث نقاط، فبالنظر لمعدل الفرص المهدرة ونسبة الاستحواذ والعديد من الأرقام، نجد أن ريال مدريد كان الأقرب للفوز، ولكن هفوات دفاعية وتفاصيل دقيقة دائما ما تكون مهملة، كلفت الفريق الملكي العودة بنقطة واحدة من ملعب سيوتات دي فالنسيا.
سيطرة منقوصة
دخل زين الدين زيدان مباراة اليوم بتشكيل يعتبره الأفضل منذ توليه مسؤولية تدريب الفريق، وذلك بعد عودة سيرجيو راموس واللعب بـ4-3-3 بجانب مارسيلو وكارفاخال وفاران، بالإضافة لثلاثي وسط معتاد مكون من كاسيميرو، مودريتش وكروس، واستمرار الثلاثي رونالدو وبيل وبنزيما في الأمام.
فرض فريق العاصمة سيطرته بشكل كاسح طوال الشوط الأول، إذ بدا جميع اللاعبين بأدوار وأهداف محددة مع تنظيم جيد على مستوى وسط الملعب الذي عاد لطبيعته بالتزام كاسيميرو بالأدوار الدفاعية فقط وترك المجال لكروس ومودريتش في صناعة اللعب.
وفي ظل الاستحواذ الكبير على الكرة في الشوط الأول الذي وصل لـ75% لريال مدريد، فشل الثلاثي الهجومي في تحويل الفرص الحقيقية القليلة إلى أهداف بالرغم من بطء مدافعي ليفانتي، في حين كان عدم التركيز والرعونة ونقص اللياقة البدنية متلازمة في كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.
قدمت الجبهة اليمنى للفريق الملكي اليوم واحدة من أسوء المباريات هذا الموسم، فعلى المستوى الهجومي غاب الويلزي جاريث بيل بشكل كامل عن المباراة ولم يترك أي انطباع جيد قبل خروجه ودخول إيسكو الذي أعطى الحيوية للفريق.
أما كارفاخال فأداؤه اليوم أصبح بمثابة علامة استفهام، كونه لم يقدم الأداء الهجومي المطلوب وجاءت أغلب عرضياته غير سليمة، فضلا عن الأداء الدفاعي الباهت الذي ساهم في تلقي الهدف الثاني.
أخطاء مكررة
ربما لو كان حافظ ريال مدريد على تركيزه في الدقائق الثلاث الأخيرة من شوطي المباراة، لكانت النتيجة أصبحت بأرقام مغايرة تماما، فعلى الرغم من تغييرات زيدان في بعض أدوار لاعبي وسط الملعب التي أدت لظهور الفريق بشكل جيد في الشوط الأول، إلا أن غياب التركيز جاء ليهدم كل شيء.
وتتجلى أخطاء وهفوات خطي الدفاع والوسط في لقطتي الهدفين، فالأول جاء من بطء معتاد في الارتداد الدفاعي لكاسيميرو والذي يعد من أهم أدواره المكلف بها، والهدف الثاني الذي استطاع فيه باتزيني سرقة خط الدفاع بالكامل.
عاد الثنائي بنزيما ورونالدو للفصول المعتادة منذ بداية الموسم في الليجا، وعلى الرغم من بذل الفرنسي مجهود كبير على مستوى التحركات داخل وخارج منطقة الجزاء، إلا أن اللمسة الأخيرة أفسدت مباراته الجيدة نسبيا.
لم يقدم رونالدو اليوم سوى الشكل السيئ الذي ظهر عليه قبل المبارتين الماضيتين، إذ مارس هوايته في إهدار الفرص السهلة أمام المرمى، علاوة على سقوطه المتكرر داخل منطقة الجزاء الذي أصبح مفتعلا لاحتساب ركلة جزاء، مما أدى لقيام زيدان باستبداله لأول مرة منذ فترة طويلة لأسباب فنية.
اغتنام الفرصة
يعلم خوان لوبيز مدرب ليفانتي جيدا أنه سيكون محاصرا بشكل كبير أمام هجوم ريال مدريد، الذي سيحاول بشتى الطرق لتقديم كل شيء للحصول على الثلاث نقاط، ما رد عليه بتراجع دفاعي كبير مع تقليل المساحات بين الوسط والهجوم لتفادي كشف العيوب الدفاعية.
شدد مدرب ليفانتي على ضرورة الضغط على ظهيري ريال مدريد نظرا لأدوارهما المهمة في لعب الكرات العرضية وهو ما تحقق بشكل واضح حيث جاءت الكثير من عرضيات مارسيلو وكارفاخال بدون عنوان.
يحسب للفريق الذي يقبع في المركز الـ17 في جدول الليجا التركيز الذي ظهر على لاعبيه في أوقات بغاية الأهمية بالمباراة، وذلك باستغلال بواتينج خطأ ريال مدريد في التمركز الدفاعي بالهدف الأول وإسكانه الكرة داخل الشباك بسلاسة، بالإضافة لدخول باتزيني في الربع الأخير من اللقاء ليقدم هدية رائعة لجمهوره بهدف قبل صافرة النهاية.