قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، إن ملف التوجه إلى محكمة لاهاي (مقرّ المحكمة الجنائية الدولية) جاهز، وجرى إعداد لائحة اتهام ضد إسرائيل؛ “لمعاقبتها على جرائمها” التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
وأضاف أشتية، في تصريحات للأناضول، أن ملف التوجّه لمحكمة لاهاي جاهز والقيادة الفلسطينية الآن في المرحلة النهائية لتقديمه، لافتًا إلى أن “ما ارتكبته إسرائيل من جرائم يجب ألا يمر مرار الكرام، حيث مارست القتل والإبادة الجماعية”.
وأوضح أشتية (عضو الوفد الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل) أن الملف سيقدم فور توقيع كافة الفصائل الفلسطينية عليه، مؤكدًا أن حركة فتح وقّعت عليه، وحركة حماس تجري مشاورات.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكين أطلع، اليوم الثلاثاء، فاتوا بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، على “العدوان” الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، مستفسراً منها عن خطوات وإجراءات التحاق بلاده بالمحكمة.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أوضح أشتية، الذي يشغل رئيس المجلس الفلسطيني للإعمار (بكدار)، الذي يعنى بالإعمار والتنمية (حكومي)، أن إعادة إعمار قطاع غزة يحتاج إلى 6 مليارات دولار، مشيرًا إلى أن “الدمار في غزة تراكمي، بدءًا من العام 2002، حيث مرت غزة بعدة حروب، آخرها حرب 2014، حرب الـ30 يومًا”.
ومضى أشتية قائلاً: “غزة تحتاج إلى مساعدات عاجلة بقيمة 500 مليون دولار على شكل إغاثات للنازحين وللمواطنين الذين دمرت منازلهم”.
وتابع: “عقب الحرب عام 2012، عقد مؤتمر شرم الشيخ (شمال شرق مصر) لإعادة إعمار القطاع، وتعهّد المانحون بـ 4.8 مليار دولار، لم يصرف منها سوى القليل، وما نحتاجه اليوم 6 مليارات دولار، لإعادة إعمار المنازل وإعادة توصيل الكهرباء، والمياه للسكان”.
ولفت إلى أن “إعادة إعمار غزة يصطدم في كل مرة بالحصار الإسرائيلي وبعدوانها”، مشيرا إلى أن “مجلس الإعمار أعاد تأهيل طرقات ومباني أربع مرات، وفي كل مرة تقوم آلة الحرب الإسرائيلية بتدميرها”.
وأوضح أن “أي هدوء وأي استقرار لا يمكن تحقيقه وسط الحصار ووسط مواصلة الاحتلال”، داعيًا إلى ضرورة إنهاء الحصار المفروض على غزة، مشيرًا إلى أن معبر رفح شأن فلسطيني مصري، يجب فتحه دون تدخل إسرائيلي.
ومنذ أن فازت حركة “حماس″ بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي “حماس″ عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، انسحاب قواته البرية إلى “خطوط دفاعية” خارج قطاع غزة، وذلك بعد دخول تهدئة تم الاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية حيز التنفيذ (الساعة 05.00 تغ) لمدة 72 ساعة.
وجاء إعلان التهدئة، بعد 28 يوماً من حرب بدأتها إسرائيل في السابع من الشهر الماضي، في قطاع غزة، حيث أسفرت هذه الحرب حتى صباح اليوم عن مقتل 1867 فلسطينياً وإصابة 9470 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ووفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل في هذه الحرب 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس إنها قتلت 161 عسكرياً، وأسرت آخر.
(الاناضول)