وفي الأحزاب استثناء ...

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
أربعاء, 2018-02-21 10:00

لا صوت يعلو هذ الأيام في الساحة السياسية فوق صوت حركة الإصلاح ولجنته المشكلة من وزراء و مسؤولين كبار لحياكة ثوب جديد لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، كما أن التعليق عليها انتقادا أو ثناءً يأخذ حيزا كبير من اهتمامات النخب السياسية والأمر عادي إلى هذه اللحظة فالحزب يعد أكبر أحزاب البلاد وأحد أهم أحزاب الأغلبية الرئاسية وأي تعديل على نظامه الداخلي أو مستجد على هياكله وقياداته سيكون له بالغ الأثر في المسار الانتخابي المقبل والذي باتت طلائعه على الأباب .

لكنه من غير العادي في نظري ونظر كثيرين من المتابعين للشان السياسي المحلي   هو ذاك التنافس حدَ الفرقة بين الحزب والحكومة والذي خرج للعلن بعد أن ضاقت به الكواليس الحزبية والحكومية و بقي طي الكتمان لفترة لم تعمر طويلا.

واقع ينضاف إليه أخ له هو عدم التجانس داخل معظم أحزاب الأغلبية والذي تسبب في عدة عثرات انتخابية ماضية ولم يسلم منه حزب الاتحاد بذاته ولا حزب الحراك الشبابي الذي وصل به إلى أروقة المحاكم دون الحاجة إلى الإسهاب بذكر أحزاب أخرى في الأغلبية شهدت ذات الخلاف الداخلي.

حزب واحد ظل متماسكا في وجه العواصف الانتخابية دون عثرات، منتهجا طريق الإصلاح ومتمسكا بمسار التغيير البناء من أول يوم، هو حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الذي ترأسه الوزيرة الناها بمنت مكناس الذي برهن عبر مساره السياسي إنه حزب من طينة الكبار حزب وقف وقفة رجل واحد خلف خيارات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز  الداعية إلى دولة القانون والمواطنة والممارسة السياسية النظيفة مخاطبا الضمائر الحية لا باترهيب ولا الترغيب بل بالقناعات وخطاب العقل وحسابات النطق.

تماسك الحزب الذي تقوده إحدى سيدات السياسة والمجتمع في موريتانيا والذي أنجاه من صراعات الأجيال السياسية ومنزلقات المطامع والتنافس على الكراسي التي كادت أن تعصف بأحزاب بعضها يوصف بالعريق كان مثالا يحتذي لإرادة المرأة الموريتانية وكفاءتها وطموحها الجامح وهو أمريدعو إلى الدعم وويستحق المساندة في طرفي المشهد السياسي الوطني أغلبية ومعارضة وإن كانت صفوف الأخيرة تخلو من أي تمثيل نسائي في رئاسة الأحزاب على الأقل.

حزب كهذا لم تشنه الخلافات الداخلية يوما ولم يخن مسار التغيير البناء ولم تعقد له لجنة إصلاح خاصة ومستعجلة ولم تقعد له له محكمة فض نزاعات لحري بأن تعمم تجربته على ممارسي السياسة في بلد قد تفرق فيه السياسة بين المرء وزوجه أحيانا وتنقل أفكاره للأحزاب الأخرى ليعلموا على الأقل إن السياسة فن الممكن.

 

محمد سالم ولد الناهي