توفي صباح اليوم الخميس الموافق 22 فبراير 2018 محمد السجاد ولد الولي ولد اعبيدن، إثر حادث سير على طريق الأمل عند "أشرم"، وذلك بعد عمر حافل بأعمال البر، تقبل الله منه.
حج السجاد بيت الله الحرام قرابة ثلاثين مرة، واعتمره مئات المرات، كما عُرف ببناء المساجد لوجه الله والإنفاق على كثيرين من أقاربه وغيرهم، علانيةً وسرًا، كما عُرِف بتمكين كثيرين من حج بيت الله الحرام.
عُرف الرجل بالبرور التام، قال لي ذات مرة: "حجتي الثانية كانت معي والدتي أم كلثوم منت ابراهيم الطفيل رحمها الله، وفي المدينة المنورة ونحن ندخُل منزل صديق لي، وكان للمنزل سلالم متوسطة، فقالت لي، اشترِ لنا منزلاً في المدينة المنورة دون سلالم".
وكان وقتها شابًا غير ذي مال، لكن كان لكلام الوالدة رحمها الله ما بعده، حيثُ فتح اللهُ عليه، واشترى منازل في المدينة المنورة ومكة المكرمة، بعد وفاة الوالدة رحمها الله.
وقبل سنوات قليلة، عندما حلَّتْ توسِعة الحرم المكي على منزله، اشترط للقبول، بأن يكون جزء من الثمن مُساهمة في التوسعة، فقبِلت الجهات المُشرفة ذلك، وعبَّروا عن إعجابهم بهذا العرض ونُدرتِه، وقابلوه بمنح ثلاث حِجَجٍ مع الوفد الملكي.
هو باختصار رجُلٌ شهيرٌ عُرف بالخير، وكان من أعيان هذا البلد.
أنعي إبن عمي رحمه الله، وأدعو كافة الموريتانيين وغيرهم للسماح له والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
توفي عن ثلاثة أولاد وثلاث بنات حفظهم الله.
هو محمد السجاد، لأبيه الولي ولد محمد السجاد ولد اعبيدن، وأمه أم كلثوم منت ابراهيم الطفيل، رحم الله الجميع.
إنا لفراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يُرضي الرحمان. إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مُسمى، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أسهم السجاد في قطاع المقاولات والنقل على الصعيد الوطني، حيث دفع الاتحادية الوطنية للنقل للمزيد من النشاط والفعالية على كافة التراب الوطني، وشغل منصب عمدة بلدية أطار لعدة سنوات، كما عُرف بالدأب والجد والمُثابرة رحمه الله، عاش قُرابة سبعين سنة، في آخرها ألمَّتْ به بعض المُعاناة الصحية، مثل مرض السكري وسواه، لكنه ظل مُصابرًا متجملاً به، مقبلاً على شأنه ويكره الكسل والخمول.
أرجو من الله أن يتجاوز عنه، ويقبل منه العمل الصالح ويتغمده برحمته ورضوانه، ويرفعه عنده في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعله ممن قال فيهم: " وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا"، وقال في شأنهم أيضًا: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ" صدق الله العظيم.
هي الدنيا لا بقاء فيها لأحد " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن عمر بعد أن أخذ بمنكبه: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر رضي الله عنه يُردد: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتكَ".
اللهم ارحم فقيد الوطن والأمة المسلمة كلها، السجاد ولد الولي ولد اعبيدن، وصبِّر أهله وواسِهِم، ومن هذا المنبر أرفعُ لهم التعازي جميعًا دون استثناء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.