عجوز موريتانية تتواصل بالصوت والصورة مع ابنها المعتقل في غوانتينامو منذ 10 سنوات (تفاصيل)

خميس, 2014-06-12 14:52

هذا اليوم ليس كسائر الأيام من حياة عائلة علي (اسم مستعار) المحتجز في "غوانتانامو" منذ 2001. فمن نواكشوط العاصمة الموريتانية, سيستطيعون أخيراً التكلم مع علي ورؤيته بفضل مكالمة هاتفية بالفيديو. وذلك لأول مرّة منذ إلقاء القبض عليه.

 

ولم تكن لدى عائلة علي أية أخبار عنه حتى العام 2004 حين أنهت رسالة من رسائل الصليب الأحمر أوصلها متطوع في الهلال الأحمر الموريتاني ثلاث سنوات من القلق. واطمأنت العائلة أخيراً لأنها عرفت أن علي ما زال حيا يُرزق. ومنذ ذلك الحين, تبادل المحتجز وعائلته العديد من رسائل الصليب الأحمر الأخرى. غير أن الإعلان عن إمكانية إجراء مكالمة هاتفية عبر الفيديو له معنى مختلف تماماً عن مثل ذلك التبادل للأخبار العائلية.

وقرابة التاسعة صباحاً, يصل إخوة علي وأخواته مع أبنائهم وبناتهم ويجلسون في مبنى بعثة اللجنة الدولية في نواكشوط. وبمساعدة العائلة, تتقدم المجموعة امرأة تبلغ من العمر 87 عاماً. إنها السيدة «هند» (اسم مستعار) والدة علي. لقد أصرت على الانتقال إلى هنا رغم سنها ومرضها.

 

  الوقت حان... 

بتمام الساعة التاسعة, يبلغ التوتر ذروته في القاعة. فالكل ينتظر بفارغ الصبر الاتصال بغوانتانامو.

وفي اللحظة التي تظهر فيها صورة المحتجز على شاشة الحاسوب, تبدو على الحضور علامات الاضطراب . السيدة هند هي أول من يتكلم فتقول إلى ابنها: " هل عرفتني؟ ماذا تنتظر لتعود إلى البلاد؟ " وتلك الكلمات تدخل اللوعة إلى قلب شقيقة علي التي تجهش بالبكاء.

ويطلب علي من والدته أن تصلي خصيصا من أجله كي يتمكن من استعادة الحرية بسرعة. وهنالك اعتقاد مأثور في التقاليد الموريتانية بأن صلوات خاصة من الأم يمكن أن تنقذ الابن من وضع يكون حله متعذراً.

ويتحدث باقي أفراد العائلة كل بدوره إلى علي. ولئن مستقبل ابنَي إخوته الحاضرين في اللقاء يشغل باله, ينصحهم " علي " بإظهار الشجاعة والتفاني في متابعة دراستهما.

عندما سمعت والدة علي بالمكالمة الهاتفية عبر الفيديو لأول مرّة, لم تصدق أذنيها. ولم تكن تريد أن تراودها آمال كاذبة. وحين رأت ابنها بعد هذه السنوات الطويلة من الغياب, وجدت أنه تقدم في السّن وأن " لديه الكثير من الشعر الأبيض " .

وتأمل السيدة هند أن تكون لا تزال على قيد الحياة يوم عودة ابنها إلى البلاد. ومن وقت إلى آخر, تستنشق رسائل الصليب الأحمر التي تحتفظ بها بعناية كبيرة في صندوق صغير, محاولة بذلك شم رائحة ابنها الحبيب

 

 

- هيئة الصليب الأحمر الدولي

المصدر: بوابة إفريقيا الاخبارية