اكدت دراسة اميركية لأخصائيين في التغذية احتواء الخضار والفاكهة العضوية على عناصر غذائية أكثر مما كان يعتقد في السابق.
وشكك خبراء في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة في نتائج هذه الدراسة وغيرها من الدراسات مؤكدين تساوي القيمة الغذائية للأطعمة العضوية ونظيرتها العادية.
والأطعمة العضوية هي الأطعمة المنتجة بأساليب لا تتضمن اضافات صناعية مستحدثة وغير طبيعية، من مبيدات حشرية صناعية وسماد كيماوي، وخلال إنتاجها لا يتم تعديلها بالتعرض للإشعاع أو للمذيبات الصناعية.
وقام الباحثون في الدراسة المنحازة للأطعمة العضوية، بالرجوع إلى أبحاث نشرت في الفترة بين العامين 1992 و2011، فضلا عن مراجعة 448 دراسة. واعتبر الباحثون أن 343 دراسة ملائمة لإدراجها ضمن البحث الحالي، الأمر الذي جعله يتسم بالضخامة.
ويستند البحث الحالي إلى بيانات تتميز بجودتها العالية وكفاءتها بغض النظر عن حداثتها.
وأكدت التحاليل التي اشرف عليها الخبراء أن مستوى مضادات الأكسدة في الأطعمة العضوية يعتبر أعلى من المستوى الموجود في الأطعمة التي تتم زراعتها بشكل تقليدي.
وأوضحت الدراسة أهمية تضمن المنتجات العضوية على مضادات الأكسدة ودورها في محاربة المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب في تلف أعضاء جسم الإنسان.
وأثبتت نتائج الاختبارات وجود مستويات مرتفعة من تركيز المبيدات الحشرية في المنتجات التي تزرع بشكل تقليدي فيما رأى الباحثون أن الأغذية العضوية تحتوي على عناصر غذائية أكثر.
ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الدراسة أكثر دقة من أبحاث سابقة، كانت قد أشارت إلى أن الأطعمة العضوية لا تتفوق من ناحية القيمة الغذائية على غيرها من المنتجات الغذائية التي تتم زراعتها بشكل تقليدي.
ورغم تماسك النتائج التي خرجت بها الدراسة الحالية، إلا أن بعض الأخصائيين يميلون إلى التشكيك فيها واعتبار الدراسة التي أجرتها جامعة ستانفورد أفضل، بسبب استبعادها الدراسات التي تستند إلى منهجيات ضعيفة.
وتبين للباحثين في جامعة ستانفورد من خلال المراجعة المنهجية والتحليل المتعمق لاكثر من 237 دراسة موثوقة، وجود نقص في الأدلة التي تثبت صحة الادعاء أن المنتجات العضوية تحتوي على عناصر غذائية تفوق المنتجات التقليدية.
ولا يعتبر الخبراء المناهضون لفكرة تفوق الاطعمة العضوية أن مضادات الأكسدة تحتوي على قيمة غذائية، ويؤكدون عدم وجود دليل قاطع على حمايتها من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
ويرى البروفيسور آرون إي كارول المتخصص في طب الأطفال في كلية الطب جامعة إنديانا الأميركية ومدير مركز السياسة الصحية والبحث المهني التابع للجامعة، أن الدراسة المنحازة للأطعمة العضوية غير مقنعة نظرا لعدم كفاية المعلومات.
ويقول كارول ان الدراسة هي عبارة عن مراجعة منهجية، وتحليل متعمق لأبحاث ودراسات أخرى طرحت الموضوع ذاته، بالإضافة إلى عدم استنادها على تقارير وأبحاث مخبرية بالشكل الكافي.
يذكر أن التحليل المتعمق يقوم على دمج عدة دراسات صغيرة تتصف بضعف حجتها، في دراسة واحدة أكثر شمولية، فضلا عن تضمن البحث الأدلة الإحصائية. وتعتبر المراجعات المنهجية الأفضل أحيانا في مراجعة المقالات بسبب تضمنها لوسائل اختبار نتائج البحث.
وأكد كارول إن المحاصيل العضوية تحتوي على نسب منخفضة من عنصر البروتين، والذي يعد العنصر الأهم في النظام الغذائي الصحي، وهو الأمر الذي تجاهلته تقارير وسائل الإعلام وفقا له.
ورغم ارتفاع مستوى المبيدات الحشرية في الأغذية التي تزرع تقليديا، إلا أن الدراسات لم تثبت بعد مستوى خطورتها.