لا تحنث أيها العزيز، ولا تخذل شعبك كن صادقا مع وعدك، وخلص بلادك من وطأة هذا العسكر؛ فخمس سنوات أخرى من العسكرة كثيرة، فنحن سئمنا العيش في الثكنات... لم نعد نحتمل رائحة البارود ولا مطاردة نظرات حراس الثكنات... تعبنا من الركوع لحملة البنادق، والهرولة خلف أصحاب النياشين والقبعات.
أيها العزيز كن عادلا مع شعبك فست وثلاثون سنة من العسكرة انقضت وهذه يرحمك الله خمس أخرى لكم وبذلك تكتمل واحدة وأربعين سنة ألا ترى أن هذا كثير إذا ما قيس بعمر الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
هل تعلم، أيها العزيز، أن ظلال اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني لا زالت تلاحقنا حتى الآن، وأن ظلال اللجنة العسكرية للخلاص الوطني لا تزال تؤرق مضاجعنا وتحجب عنا أشعة شمسنا حتى هذه اللحظة. وأنت أيها العزيز هل تدرك أن حركة التصحيح حجبت آخر شعاع ضوء كان يدفئنا. هانت عليكم البلاد، وهان الشعب أيها الجنرالات.
في المرة الماضية، انخدع الرأي العام الوطني حين انقلبتم على أنفسكم ولوحتم بشعار العدالة والديمقراطية وأقدمتم على نقل السلطة إلى المدنيين طبقا لسيناريوهات محكمة ومقنعة آنذاك، لتنقضوا عليها بعد سنة فقط من المأمورية المدنية التي تفضلتم بها على الشعب الموريتاني وجزآكم الله خيرا.
أيها العزيز جنبكم الله المكائد وحفظ آل بيتكم من المخاطر هل لكم أن تحدثونا، إذا ما انتهت مأموريتكم الثانية عن الدستور وعن مصيره هل ستسترجعون بزتكم من جديد وتتزعمون حركة تصحيح جديدة، أم هل ستورثون السلطة لغيركم؟ لا أسألكم عن سيناريوهات التوريث المحتملة؛ فلن تعوزكم الحيلة ولكن ترى من سيكون صاحب الحظ السعيد وهل تعلمون أيها العزيز أن هذا يعني في الحالتين كلتيهما مرحلة انتقالية جديدة وأياما تشاوريه عبثية ومنتديات كبرى وأخرى صغرى تدوم سنة أو سنتين أو ثلاثا....ثم مأموريتين جديدتين من الحكم الأحادي إن تمكن أحد فقهاء القصر من تمديد عمر هذا الدستور الذي ظل عرضة للاختراقات والتجاوزات منذ أن رأى النور حتى يومنا هذا وبذلك يقضم العسكر من جديد عقدا وبضع سنين من عمر الدولة الموريتانية.
أيها العزيز، ألا ترون أن الوقت قد حان لكي تتنفس هذه البلاد الصعداء، وتستعيد زمام أمرها فنحن إذا راجعنا المسار التاريخي للبلاد منذ حركة الإنقاذ وحتى حركة التصحيح، فسندرك أنها مجرد إجراءات احترازية لتجاوز حالات الاحتقان السياسي التي مر بها البلد من مرحلة إلى أخرى، وتهدف في الأساس لتمديد عمر الحكم العسكري وضمان تفرده بالسلطة.
أيها العزيز، مهلا راجعوا معنا من فضلكم شريط الأحداث منذ تسلم القوات المسلحة للسلطة وأعيدوا النظر معنا في المبررات التي قدمت لأجل الاستحواذ عليها عبر العقود الأخيرة
أيها العزيز، هل تعلمون أن الإنقاذ عادة يكون من خطر والخلاص يكون من محنة، وأن العدالة للقضاء على ظلم، وأن التصحيح للتغلب على خطأ؛ أولا تدركون أن حركة الإنقاذ أوقعتنا في محنة وحركة الخلاص أوقعتنا في الظلم والمجلس الأعلى للعدالة أوقعنا في الخطأ؛ والله وحده يعلم إلى ماذا ستوصلنا حركة التصحيح... ولكن الله لطيف بعباده,
علي ولد اندكجلي