اعتبر محمد سالم ولد الهيبة رئيس مجموعة "آتلانتيك ميديا" الإعلامية أن المكانة العلمية والدينية للشيخ محمد الحسن ولد الددو، يفترض أن تربأ به عن التجاذبات السياسية الضيقة، باعتباره مرجعية لكل الموريتانيين وشخصية ينبغي أن يتم الاحتكام إليها في المسائل الخلافية ذات الصلة بالأمور الشرعية والفقهية؛ مبرزا أن "تصريحات هذا العالم الجليل مؤخرا، حول شرعية النظام القائم في البلد وتنصيب الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمأمورية رئاسية ثانية بعد انتخابات ديمقراطية شفافة، تسيء إلى مكانته وتزعزع مصداقية دوره المرجعي لدى المجتمع الموريتاني، الذي يجب أن يتسم بالحياد والبعد عن الصراعات السياسية والخلافات بين أطراف المشهد السياسي في البلد"..
وقال ولد الهيبة إن الشيخ محمد الحسن ولد الددو "يبالغ في إظهار الولاء للقرضاوي الذي يعتبره مرجعية بالنسبة له، وقد جاء به إلى موريتانيا وحرص على أن يلتقي مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي أشاد به الشيخ وتلميذه معا"، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن نفس الشيخ القرضاوي هو من أفتى بإهدار دم المسلمين دون أن يصدر من العلامة محمد الحسن ولد الددو أي اعتراض على ذلك ولا حتى رأي مغاير لتلك الفتوى المثيرة للجدل".
وتحدث محمد سالم ولد الهيبة عن قادة المعارضة السياسية في موريتانيا حيث أوضح أن أغلبهم يمارسون السياسة منذ قيام الدولة الموريتانية مطلع ستينات القرن العشرين، وعملوا في ظل جميع الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد.. من الحزب الواحد، إلى الديمقراطية الوهمية في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، مرورا بمختلف الأنظمة الشمولية الأخرى من 1978 إلى 1992.
وأضاف: "إنهم مجموعة من المسنين الذين دأبوا على ممارسة العمل السياسي ضمن الحركات السرية وتحالفوا مع أعتى أنظمة القمع والديكتاتورية في موريتانيا، ولم يتظاهروا يوما من أجل الديمقراطية أو حرية التعبير.. أحرى أن يطالبوا بالرحيل"..
وقال رئيس مجموعة "آتلانتيك ميديا": " اليوم نرى أحفاد هؤلاء يقفون لهم بالمرصاد ضمن جموع الشباب الوطني الداعم للرئيس محمد ولد عبد العزيز بينما لم يزل أولئك الأجداد يرددون مضامين منشوراتهم في السبعينات ويهتفون بشعارات الحرب الباردة، رغم مضي أكثر من أربعة عقود على انهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي؛ معتبرا أن "هؤلاء يعانون فقرا مدقعا في مجال الخطاب السياسي والرؤى المستقبلية، بعد أن تجاوزتهم عجلة التطور في البلد وفاتهم قطار التنمية الشاملة، في ظل التغيير البناء بقيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي التف حوله الموريتانيون ووجدوا فيه خلاصهم وخلاص أجيالهم القادمة من التلاعب الذي مارسه عليهم أولئك القادة السياسيون المتهالكون طيلة ستين سنة من الاستقلال"..
واعتبر ولد الهيبة أن "نهاية رموز تلك الطبقة السياسية المهترئة باتت وشيكة جدا، حيث بدأ أحفادهم يحققون ثورة جارفة ستعصف بهم ضمن مسيرة التغيير الحتمي التي لا تعرف التراجع نحو الوراء"..
كما تطرق إلى تصريحات رئيس الدولة الانتقالي السابق العقيد اعل ولد محمد فال، مبرزا أنه هو وحده من يحق له انتقاد الانقلابات لأنه "لم يقم بأي انقلاب طيلة حياته.. وقد أوكلت له مجموعة من خيرة ضباط القوات المسلحة الوطنية، الذين نفذوا تغيير 3 أغسطس 2005 إدارة شؤون البلد خلال الفترة الانتقالية 2005 – 2007 بعد أن أمضى عشرين عاما على رأس الجهاز الأمني لنظام ولد الطايع منهمكا في قمع أي صوت ينادي بالحرية وإزالة الاستبداد"..
وقال إن الشعب الموريتاني "يطالب بمحاكمة من جعلوا ولد محمد فال رئيسا ولو لفترة انتقالية، مبرزا أن كل مواقفه من نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز قائمة على الحقد الذي يبدو أنه هو العامل المشترك الوحيد بين العقيد، والعلامة ورموز الطبقة السياسية المهترئة في موريتانيا"!.