بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي
يحاول كل فريق استنطاق خطاب الحملة لصالحه
فالأجل ضاغط، والامتحان بهت الجميع ، والرئيس قالها بوضوح في زياراته وجولاته الحالية عبر عواصم الولايات : لاتتفرقوا سدى فتذهب قوتكم ، من يريد موريتانيا غالبة فلا يعطي صوته لمن سيمزقها، ويقضي على استقرارها وأمنها.، هكذا فهمنا.، بأن المحافظة على البلاد ونهج جنب موريتانيا حرائق الحروب المشتعلة، وأنظمة الدينامو المتساقطة ، هو الأولوية الآن وهو هدف "ميسم " هذه المرحلة .
الهدف ممكن، إن أدركنا، أن " حذَام البيظان " بباسقات نخلها، وعذريات حورها، وعيون مهاها،وجماليات مآذنها ومحاضرها ، وأنوار روابيها ، وعشب وخرير وديانها، وهمهمة أصحاب كهوفها، هي في كل زمان ، وفي كل مكان ، أغلى من كل الأحزاب، والحكومات، والقبائل والحركات، والمصالح الفئوية للأفراد والجماعات والنقابات، و من كل الدريهمات، و من قصور الحمراء المنكوسة ومن جامعات بغداد والشام المهجورة.
لا المستعمر، ولا العملاء، ولا الدخلاء، استطاعوا بحامياتهم العسكرية، وأدمغة التخطيط ورحالة الاستكشاف وأدلاهم، و بأموالهم ومدارسهم المعوضة ، وبعشراتهم، وبمنافيهم، وبحكوماتهم، وبتزوير انتخاباتهم، وبأحزابهم الفلكلورية، وأدوات سجونهم وقمعهم وإعداماتهم، سلبَ حذَام البيظان
حرية الرأي، وشجاعة التصويت، وقوة التعبير حين الرفض..
مضي من مضى شهيدا أومهمشا أو مكبلا، وأخلد إلى الأرض واتبع هواه وبجره، من غوى واستكبر، ثم أفل وسفل ، غلسا بالليل أو ساربا بالنهار.
الحرية عندنا بلا ثمن، والأرض عندنا كناشها لا يشترى بالقليس، ولا بعروس المدائن.
نهوى مكة ، ونهيم بحب المدينة {طيبة} المنورة، لكن أرض البيظان كحَذَامِ، و هي كما وصفها لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل:
إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا
فَإِنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
وقال المعري:
إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ
فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ
وقال آخر:
أندى يداً في الجودِ من حاتمٍ
أصدق في أقوالهِ من حَذامِ
ولكأن عمرو بن أبى ربيعة رماها بقوله:
إذا خدرتْ رجلي أبوحُ بذكرها
لِيَذْهَبَ عَنْ رِجْلي الخُدُورُ فَيَذهَبُ
لا تبع وطنك، ولاتبع حماك وعترتك...
بعضهم أرخص النفط فأكل رصيده وصيته، وبعضهم باع العراق فقبض ثمنه حروبا أهلية وفتنة هوجاء : "فتنة دهيماء" كلما قيل انقضت بدأت، وبعضهم أشعل سوريا فخرج من المعادلة
وأصبح محاصرا "يتأفف"، وبعضهم ذبح ليبيا فأغرقته سفن المهاجرين وعصابات التفجيريين، وبعضهم ملأ السجون بدعوى محاربة الإرهابيين فخسر خيرة أبناء شعبه عدة وأعتادا ، وأصيبت خاصرته بداء التدخلات الأجنبية والحروب الاقتصادية..
وبعضهم أقرض واستدان، وحارب بالمجان واشترى كل سلاح للقتل والتدمير ، فأكلته حروب الوكالة، وخسر الحاضر والمستقبل معا...
وبعضهم باع فلسطين والمقدسات، فأرم وتحول من صديق شريك إلى مجرد عميل يحتقر ، ومن حاد وسائس للإبل إلى روعي منكب على وجهه، لا يسأل في شأن إن غاب أو إن حضر.
وبعضهم راهن على أحزاب اليمين وعلى أحزاب اليسار، فجاءت الرياح بما لاتشتهى السفن، وذهب الجميع ، فلتة، جملة وتفصيلا...
أليس في كل هؤلاء : أوطانا وزعامات وأنظمة عتيدة ،أغنياء ومستبدين، وقبائل وشرائح قوية ووافرة،عبرا لمن يعتبر؟
الرئيس لا يريد مأمورية ثالثة ورابعة من المتشدقين و المنافقين ، قالها لهم في الجهر والعلن؟
الرئيس لا يريد تشتيت وتدمير ما بناه من استقرار وتنمية وديمقراطية صمدت في وجه الفتن والمحن.
الرئيس يريد وطن حَذَامِ، فحَذَامِ هذه لا تكذب وصدقها مضرب مثل عند العرب.
حَذَامِ هي المحافظة على استقرارقد عز ربعه وريعه في سنوات الرحيل ، التي ملأت أوطانا كانت أكثر عددا وأكثر عدة، بالدماء والدموع وبجنائز الأحزاب وأشلاء المطبلين من كل الاتجاهات، وشيعت أمنيات جميع ألوان المتمسكين بالعروش واللاهثين بشعارات الثوار المتهورين...
ذهبوا جميعا أدراج النسيان... وبقيت حَذَام البيظان أولوية المرحلة ، صادقة لاتخدع ولا تخدع.
اسمعوها قولا لينا.. أولا تفقهوها ليا بألسنتكم....
القول ما قالت حَذَام البيظان ، في أرض حررها من رق الوثنية أبناء رباط الملثمين، ونشر العربية في أخصاص الفلان فيها و بيوتات شعر صنهاجة و المتعجمين، غراس ،نضر الوجوه ، أولى بأس شديد، من المغافرة المرتلين المجودين ، و من ناصرهم من بقية المتمعددين المخشوشنين.
لا اله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر.