سأحاول خلال أيام الحملة أن أبرق برسائل مختصرة جدا إلى الناخب الموريتاني، وستكون هذه هي الرسالة السادسة التي سأضعها في صندوق بريد الناخب خلال موسمنا الانتخابي هذا.
في هذه الرسالة الخامسة سأواصل مع الناخب استعراض بعض الأسباب الوجيهة التي تجعل من الدعوة لعدم التصويت لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية دعوة مشروعة ومبررة.
لتعلم أخي الناخب بأن عمر نظام ولد عبد العزيز قد بلغ عشر سنوات، وعشر سنوات تكفي لتغيير حال البلد من حال إلى حال إن توفرت إرادة إصلاح، وسأخصص إحدى هذه الرسائل لأقدم لك دليلا على ما يمكن أن يتحقق من تنمية خلال عشر سنوات.
أخي الناخب إن نصيبك من الثروة الطبيعية يحسدك عليه الكثير من مواطني دول العالم، وذلك في الوقت الذي يثير فيه حالك شفقة أولئك الذين يحسدونك على ما تملك من ثروة طبيعية.
فأنت يا أخي الناخب تملك بلغة المتوسطات، وحسب الأرقام الرسمية : أرضا مساحتها 294 ألف متر مربع، منها 1190 فدان صالح للزراعة ، و6 رؤوس من الإبل والبقر والغنم، ومتوسط نصيبك من المعادن: 428 طنا من الحديد، و7 أونصات من الذهب، و8 أطنان من النحاس، و40 طنا من الفوسفات، و3 أطنان من الفوسفات، و1714 طن من الجبس، وما يزيد على 4 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي حسب الاكتشافات الأخيرة، هذا بالإضافة إلى 674 قدما على واحد من أغنى شواطئ العالم بالسمك .
ذلك هو متوسط نصيبك من ثروة بلادك، وهو متوسط يضعك في رتب عليا عالميا، إذا ما كان الترتيب حسب متوسط نصيب الفرد من الثروة الطبيعية لبلاده. والآن دعنا نحدد تصنيفك الفعلي بعد عشر سنوات من إدارة هذا النظام لثروتك هذه : متوسط دخلك من أدنى المتوسطات عالميا، ولا يتجاوز 1296 دولار، وأنت تعد من بين سكان العالم الأكثر فقرا والأكثر أمية حسب المؤشرات العالمية، كما أنك تعاني من البطالة أكثر من غيرك فقد وصلت نسبتها في بلدك إلى 31%، وعاصمة بلدك هي من بين المدن الأكثر قمامة، وربما تكون هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد بها صرف صحي في العام2018.
وعلى مستوى التعليم فمؤشرات جودة التعليم تضع بلدك في ذيل اللائحة، وعلى مستوى الطرق فطرق بلدك وخاصة منها تلك الأكثر حيوية ( طريق "الأمل"؛ طريق روصو..) هي الأسوأ عالميا.
أخي الناخب هذا هو حالك، وذلك على الرغم من أنك تعيش في بلد غني بالثروات، وعدد سكانه أقل من عدد سكان مدينة واحدة بالمغرب كالدار البيضاء.
أخي الناخب هل يستحق نظام أتيحت له الفرصة عشر سنوات لتسيير هذه الثروات الطبيعية الضخمة المملوكة لشعب قليل العدد، وكانت النتائج هي هذه، هل يستحق هذا النظام أن تمدد له لخمس سنوات أخرى؟
نسيت أن أقول لك ـ يا عزيزي الناخب ـ بأن هذا النظام قد تصادف قدومه مع طفرة اقتصادية كبيرة، حيث تضاعف سعر طن الحديد عدة مرات إلى أن وصل سعره في بعض السنوات إلى 180 دولار، وانخفض في الوقت نفسه سعر النفط انخفاضا كبيرا مما أتاح للنظام أن يجمع ثروات طائلة من فارق السعر بعد أن رفض تخفيض الأسعار محليا كما فعلت كل الأنظمة في الدول المجاورة.
أخي الناخب أيليق بك بعد هذا كله أن تصوت لمرشحي هذا النظام؟
أخي الناخب إن المصائب لا تتوقف هنا، فعليك أن تتذكر عندما تقف خلف الستار بأن هذا النظام الذي أفقرك قد أثقل أيضا كاهلك بالديون، فمتوسط نصيبك من الديون الخارجية قد وصل إلى نصف مليون أوقية قديمة عليك أن تسددها.
فيا أيها الناخب الفقير المثقل كاهله بالديون : ألم يحن الوقت لأن تصوت ضد من أوصلك إلى هذا الحال المثير للشفقة؟
وفقنا الله جميعا للتصويت للأكفأ وللأفضل..
حفظ الله موريتانيا...
محمد الأمين ولد الفاضل