بقلم الأستاذ إسلمو ولد أحمد سالم
في مقطع الأحجار تم عزل العشائر و الأسر في مكاتب خارج الوسط الحضري ، و خضعت للابتزاز من أجل أن تكون أصواتها خالصة للحزب الحاكم .
في مقطع الأحجار تم تقديم انجازات و برامج الحكومة و مساعدات الهيئات الخيرية و المنظمات غير الحكومية ، خلال خمس سنوات ، على أن انجازات لوزير الاقتصاد و المالية.
في مقطع الأحجار تم احتكار الصلة مع الحكومة و المصالح المرتبطة بها في وزير الإقتصاد و المالية ، و تمت جميع التعيينات و الترقيات ، و حتى التحويلات بتدخل منه ، و أقنع الموظفون و العمال البسطاء أنه هو المتصرف في كل العمل الحكومي.
في مقطع الأحجار تمت ملاحقة كل المارقين على وزير الإقتصاد و المالية و تم تعليق رواتبهم و تحويلهم القسري .
في مقطع الأحجار قضى وزير الإقتصاد و المالية على الصلات التقليدية بين المجتمعات ، و ربط كل قرية و تجمع و عشيرة بشخصه ، و نصب نفسه متصرفا في شؤون الجميع ، فهو من يختار المرشحين و مناديب الحزب و هيئاته.
في مقطع الأحجار داس وزير الإقتصاد و المالية على المرجعيات التقليدية و الروحية ، و تدخل في شؤون المجتمعات ، و أنشأ طبقة سياسية من حوله ، بالمال و التعيينات ، ضعيفة الأداء و التكوين ، و دورها هو الالتفاف من حوله و هز الرؤوس لتصرفاته.
في مقطع الأحجار جلب وزير الإقتصاد و المالية ما يزيد على ستة آلاف ناخب من مناطق مختلفة للتأثير عل البنية المجتمعية ، و التسمين الانتخابي الذي غير الموازين .
في مقطع الأحجار تحالف وزير الإقتصاد و المالية مع سلطة المال لشراء الذمم و التأثير على الناخبين و رؤساء المكاتب ، و قد كانت كل النتائج بعيدة عن الشفافية و المصداقية .
عندما انتفض سكان المقاطعة على الواقع ، واجههم الوزير بالدولة و سلطتها ، بالمال الذي بدده على الناخبين و المشرفين على العملية الانتخابية ، و قصص الأكياس الملأى و المحاضر المزورة و طرد الممثلين و طوابير الغرباء هي حديث الناس في المقاطعة هذه الأيام.
عندما تمكن سكان بلدية مقطع الأحجار من فرملة التزوير دون الصعود في الدور الأول لجأ الوزير و أعوانه إلى تغيير النتائج المرسلة إلى سيني المركزية ، و لكن محاضر المناوئين كانت بالمرصاد و أعادت الأمور لنصابها ، لكن ذلك لم يكلل من عزيمته ، فقدم طعونا واهية للقضاء ، دفعتنا لدوامة أخرى ، و تم فيها تجاوز النصوص بفتح صناديق النيابيات بأمر من المحكمة العليا ، و التي هي من اختصاص المجلس الدستوري ، لكن ذلك لم يغير من الأمر شيئا فقد تم جره بالعدالة أيضا إلى الدور الثاني.
جاء الوزير و رجله يوم الاقتراع الثاني إلى بلدية مقطع الأحجار ، و نقل الناس من أصقاع البلد أمام المكاتب و صوت الموتى و العجزة و الصغار ، وظلت الطوابير ممتلئة من سكان الضفة الجنوبية و الغربية ، و الوافدين من مال و تكانت حتى المساء .
لقد نجح عمدة مقطع الأحجار ، مرشح الوزير ، و لن نستطيع المزايدة على نجاحه بالوافدين و شراء بطاقات التعريف و تحييدها ، و التأثير على رؤساء المكاتب ، لكن الوزير و مرشحوه فشلوا في كسب ثقة سكان المقاطعة ، كل المقاطعة.
و الحقيقة أن النزع الذي يعيشه حضور ولد اجاي و أتباعه لم يعد طويلا ، فقد بات مطاردا في مقاطعته و قادة الرأي فيها ، و مرجعياتها التقليدية و الروحية ..
بقلم الاستاذ
إسلمو أحمد سالم