بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
هذا الصباح كالمعتاد لله الحمد و المنة ،طالعت في احد المواقع المحلية مقالا للصحفي الشاب الواعد سعد بوه الشيخ محمد .لاحظت أن الزملاء فى الموقع الناشر استهدفوا الكاتب ،من حيث تقييم المقال .فوضعوا له عنوانا مختلفا عن عنوانه،بعد وضع صورة الزميل الكاتب (كاتب يهاجم الشمال فى مقال جهوي بامتياز ). بينما العنوان الأصلي للزميل سعد بوه (موريتانيا..و موسم التمكين للشمال ). أخى الكاتب سعد بوه . كان يمكن أن تناقش موضوع ترشيح النائب الشيخ ولد باي للجمعية الوطنية، دون أن تقحم البعد الجهوي بهذه الصيغة المثيرة ربما !.
فمحاولة المفاضلة بين الجهات على أساس عدد السكان فقط، دون وضع أي اعتبار للمعطيات الأخرى ،قد لا تخلو من تنقيص و تحريض غير مبرر و غير بريئ و غير ودي إطلاقا .فما قيمة التركيز على الأكثرية وحدها مع تجاهل عوامل الأهمية و الوزن و الاعتبار المتعدد . إن شئت إقرأ القرءان و الحديث و تاريخ الصراع و المغالبة .ستلاحظ بسهولة أن القرءان أكد مرارر أن الأكثرية حين لا تكون نوعية مستقيمة ناجعة لا قيمة لها . قال الله تعالى “و أكثرهم لا يعقلون”و قال أيضا جل شانه ” “و أكثرهم للحق كارهون”صدق العظيم .
و قال سبحانه و تعالى “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين”صدق الله العظيم . و أما يوم القيامة ،فيأمر بإخراج بعث النار و حصة النار من ولد آدم عليه السلام ،من كل ألف ٩٩٩ !.و قال الله سبحانه “إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا” صدق ربنا جل شأنه و تقدس أمره . فعلا سكان آدرار و الشمال عموما، لا يقارنون بسكان ولايات أخرى ،من حيث العدد .فموريتانيا كلها ثمينة و قيمة ،إن شاء الله ،لأنها مسلمة، و لانقبل التمييز السلبي ،بين جهاتها و لا مواطينيها .و إن كان الشمال بمجمله، لا يمثله ،بحكم العدد إلا ١١ نائبا فى جمعيتنا الوطنية الموقرة ،حسب ما تتبعت و ذكرت، إلا أننى أنبهك إلى أن الممولين الدوليين ،من أهم شروطهم فى التعامل و التقدير و التقييم الاقتصادي،
كم الثروات و موقع انتشارها و وجودها الفعلي .فأين أهم مصايد السمك فى موريتانيا ؟!،أين توجد الثروة الحديدية، الأظهر و الأهم ،حتى الآن فى موريتانيا ؟!، من أين يستخرج الآن الذهب فى موريتانا و أين منجم النحاس المستغل حاليا و منذو سنوات عديدة ؟!، و أين آلاف الواحات المدرة المنتجة للثمار اليانعة ؟!، و أين العمق الزراعي محل الاستغلال حتى الآن ،ذلك فى اترارزة و لبراكنة و كوركول أساسا ،وليس فى الولايات الشرقية ،للأسف !!!. و أسألك متى رجعت ولاتي الحوض الشرقي و الغربي إلى الحضن الوطني الموريتاني و تخلت عن التبعية لمالى الشقيقة ؟!. و من وجه آخر ، أذكر لى انقلابا دمويا واحدا أو محاولة انقلابية واحدة دموية، قادها أحد أبناء المؤسسة العسكرية الوطنية ،من المنحدرين من ولايات الشمال ؟!.
أما النائب الشيخ ولد باي محل الجدل ،فهو مرشح نظام قائم متنوع، لا ينتمى لجهة واحدة ،و ليس مرشح ١١ نائب فقط و لا مرشح ولايات الشمال ،كما تعلم علم اليقين ،و إن كان محسوبا عليها بحكم الانتماء الشكلي .و أصدقك القول يا صديقى و أخى العزيز سعد بوه ،نخبة أهل الشمال أغلبهم ليسوا قبليين و لا جهويين إطلاقا . أما مسألة نجاح ولد باي أو عدمها فى تقلده رئاسة البرلمان الموريتاني ،فهذه مسألة ترشيح و انتخاب تعنى نواب الشعب الموريتاني من كل فج عميق ، إن شاءوا اختاروه أو رفضوه .
أما على الصعيد الاعلامي و العمومي ، فلعلك أخى و زميلى العزيز سعد بوه ، الكاتب المتميز ، تقرأ بعض ما أكتب عنه . فالشأن العام لا مجاملة فيه إطلاقا . أما على الصعيد الشخصي فالشهادة لا تلزم فى إلا حدود ضيقة مثل هذه ،و من طرف عارف خبير بهذا الشأن مثلى .الشيخ ولد أحمد ولد باي ،من قبيلة آماكاريج الودانية ، و الأصل لا يتغير .لكن أسرة أحمد ولد باي كاتبوا سجل اسماسيد . و أحمد ولد باي والد الشيخ معروف بالعهد . أما الشيخ رغم ما هو معروف عنه من البساطة و الخلق ، إلا أنه الآن على محك و اختبار أكبر و أحرج . لأن رئاسة البرلمان بصراحة وإلحاح ، تتطلب مستوى كبير من الصبر و العقل و الكفاءة و الحكمة و الشراكة و المرونة . ترى هل سينجح ولد باي فى الوصول لرئاسة البرلمان الموريتاني أم لا؟!. و هل سينجح فى تمثل هذه الشروط المعنوية و الأخلاقية الرفيعة السامقة ؟!.
و فى الأخير كامل الود و الاحترام للزميل سعدبوه ، أما التهديد بأن أهل الولايات الشرقية قادرين على أخذ حقهم بأيديهم، فهذا لا يعنينى، لأنى لا أتقن ساحة المنازلة الثورية و الانقلابية و شؤون القصور الصعبة العكرة غالبا !.و لكن حسب التجربة ، الكتمان من أهم شروط الثورات و بوجه خاص الانقلابات ،و ليس التهديد و الافشاء و حديث الصالونات !.
مقال الزميل سعدبوه:
http://www.elwassat.info/index.php/3amme/13613-2018-10-06-10-07-20