بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
حتى فى المغرب الشقيق المجاور -رغم طابعه الملكي-بمجرد انقضاء الانتخابات البرلمانية ،و عند الساعة صفر تقريبا، تذاع النتائج فوريا ،و فى اليوم الموالى ،كحد أقصى،تستقيل الحكومة و يكلف بتشكيل الحكومة الجديدة ، من قبل الملك، من يرتأيه، من الطرف الأكثر تمثيلا فى البرلمان المنتخب للتو .
أما هنا فى "لخيام"فلا احترام لأي"عرف" أو "تبيب" ! .فمنذو قرابة شهر ينتظر الجميع استقالة الحكومة الحالية الفاشلة بامتياز ،لتصبح على الأقل حكومة تصريف أعمال إلى حين إتمام تشكيل الفريق البديل ، الذى سيحل محلها .لكن مراعاة بعض أدبيات و شكليات العرف الديمقراطي متجاوزة و مهملة ، و الرأي العام غائب و مغيب ، و بكل تأكيد لسنا فى دولة ديمقراطية ، بمعنى الكلمة .
إننا على الأصح فى دولة يحكمها فرد واحد و أغلبية تدور بين التبعية العمياء و الرضوخ والاستسلام و الخنوع أو الامبالاة ،للأسف البالغ .لقد نجحنا نسبيا فى فرض مستوى من حرية التعبير ،فى ميدان الإعلام والتعدد الحزبي و السياسي ،رغم صور و صيغ التضييق و الإقصاء و التهميش ضد أصحاب الآراء والتوجهات الحرة ،إلا أن احترام أدبيات التنوع و التشاور و أساليب العرف الديمقراطي المكرس تدريجيا لمساحة أوسع من التعايش الايجابي السلمي ،رغم الاختلاف الحتمي الطبيعي ،هو الطريق ربما نحو أفق ديمقراطي منعش مرطب لحياتنا الجامدة ، المفعمة بالمحسوبية و الحرمان و التمييز السلبي المزمن ،للأسف .