بقلم / محمد الشيخ سيد محمد - أستاذ وكاتب صحفي
الجمهورية الفتية التي تطفئ شمعتها الثامنة والخمسين، التي تعرف في المنطقة والعالم بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، واجهت عبر تاريخها تحديات وجودية عند رسم حدود نشأتها ومع جيرانها؛ وبنيوية في مسار الأنظمة المتعاقبة التي حكمتها (بلا رؤى مقاصد وبلا حلفاء حقيقيين)، وعاشت أخطاء حسابات كادت تعصف بها من أبرزها صراع الهوية والانتماء، وحرب الصحراء وعدم إدراكها لخطورة فضاء الساحل والصحراء (جغرافيا مثلث التهريب والهجرة والإرهاب).
لقد ولدت موريتانيا الجديدة في عشرية مباركة وبزعامة متأنية.
من أجل ذلك لا يتوقع في رسم المشهد السياسي المقبل 2019، أن نفرط في المقاربة التنموية والأمنية التي جعلت من دولتنا الفتية رقما صعبا في فن إدارة الصراعات في هذا الشمال الإفريقي، وفي تعقيدات المغرب العربي الراهن.
كما أن صانعي حلم التحرر من عهود التبعية للاستعمار ومحور الرباط ودكار والمؤنث الثالث أيا كان (إسرائيليا، أو غربيا، أو عربيا). هذا الكاريزمي لا يمكن أن يتقاعد أو يستقيل حتى وإن سلم الراية لصنوه وحبه ورفيقه في تلك الأيام وتلك المهام.
الأسود الحكماء وشعبهم وشعابهم بحاجة إلى استمرار لم الشمل وتوحيد الصف ووضوح الرؤية.
والكلمة السواء أو (الشيفرة) هي الحفاظ على ما بنوه وأسسوه في عشرية جنبتنا رهوا "حبط الرحيل" و عبرت بسفينتنا إلى (الجودي) لجج بحار غرق فيها سلالات من (المباركيين، واليمنيين، والعراقيين، والليبيين، والشاميين، والماليين).
ربيع قان بدماء الأبرياء فقد به الهاربون من أوطانهم من كل حدب وصوب حقوق الكرامة والحريات والأمن.
واهم من يتصور أنه يمكن أن يدق الإسفين بين أبناء جلدتنا سمرا وسودا وبيضا وحمرا ومردا وشيبا.
واهم من يعزف على وتر القبلية أو الجهوية أو الشريحة أو الصفقات أو مكر اللوبيات أو الحركات من كبراء القرية ومفسديها كل ذلك لهو ولعب ومكر يبور ومكاء وصغير كمزن تنقشع وكزبد يذهب جفاء وكسراب بقيعة.
موريتانيا بحاجة إلى خمسينية من هؤلاء الأسود الحكماء الذين يحتفون بعيد الحرية قرب معقل المجاهد ولد عبدوكه.
ومن أجل تكريس بناء الأخوة بلا رشوة وصناعة ألق المحبة بلا إكراه نفاق، وبلا كراهية إفك وبهتان.
موريتانيا الجديدة بحاجة إلى جميع أبنائها وبناتها ومنتخبيها ومتحزبيها وفقرائها وأهل الدثور الكرام من جميع ربوعها.
يقولون إن السياسة والكياسة أقوال تصدقها أفعال.
ويقولون إن (الرجل الراحلة) تطلب رئاسته وتطلب حكمته، ويطلب ذكاؤه وفطنته، ويطلب نواله ومنعه، ويطلب إقدامه وإحجامه.
لقد قدم الرئيس المنتخب الأحمد العزيز ألوانا من ذلك وهو راكب للراحلة، ومن الوفاء له أن نقدر عطاءه مهما كانت نفوس بعضنا تحس بما يحس به المستفيد من الحسد أو الجاثي عند النفاثات في العقد.
ومع هذا الأحمد رجال لا تلهيهم دعايات ولا ضغوطات عن حب وخدمة هذا المنكب البرزخي دينا وأرضا وهوية.
حفظ الله بناة التنمية وحماة الثغور بالمعوذتين وبـ{قل هو الله أحد}.
بقلم / محمد الشيخ ولد سيد محمد - أستاذ وكاتب صحفي