أعرب وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد حمد الصباح، اليوم الخميس، عن حرص دول مجلس التعاون لدول الخليج على إزالة كل الشوائب التي تعتري العمل الخليجي المشترك.
وقال في مؤتمر صحفي، مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، عقده في وزارة الخارجية الكويتية، إنه تم وضع آلية، لمتابعة بنود اتفاق الرياض بشأن الخلاف القطري الخليجي.
وأمس الأربعاء، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن وزراء خارجية دول الخليج وقعوا اتفاقا يقضي بتسهيلهم مهام اللجنة المعنية بتنفيذ اتفاق الرياض، للانتهاء من كافة المسائل التي نص عليها هذا الاتفاق “في مدة لا تتعدى أسبوع″.
ونوه “الصباح” إلى أن مهلة الأسبوع التي أعلن عنها بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أمس الأربعاء، خلال اجتماعهم في جدة، غربي السعودية، جاءت من أجل تنفيذ هذه الآلية، وبحث كل ما يتعلق بتفاصيلها.
وأوضح أن “اجتماعات جدة جاءت استكمالا للعمل المتواصل منذ فترة، وكما ورد في البيان فإن الروح الإيجابية منطلقة من جميع الدول الست (الأعضاء) في تجاوز هذه المرحلة التي شابها بعض الترسبات، وأضرت بالمسيرة الخليجية التي هي رافد أساسي للتعاون العربي المشترك المستهدف”، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن “يتم تجاوز كل ما يعتري مسيرة مجلس التعاون بنفس هذه الروح الإيجابية”.
وسحبت كل من الإمارات والبحرين والسعودية سفرائها من قطر في مارس/ آذار الماضي، على خلفية اتهام الدول الثلاث، الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، قبل أن تتمكن وساطة كويتية في 17 أبريل/ نيسان الماضي من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق .
ويقضي اتفاق الرياض بـ”الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر”.
وينص الاتفاق كذلك على “عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي”.
وفيما برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض، قال مجلس الوزراء القطري إن “تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون”.
ورجح مراقبون في حينها أن يكون الخلاف حول الموقف من الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الدوحة، والتي انتقدت الإطاحة به، بينما دعمته بقية دول الخليج الست.
وبخصوص الموقف الخليجي تجاه رئيس الوزراء العراقي المكلف، حيدر العبادي، أشار “الصباح” إلى أن “دول مجلس التعاون حريصة على أن ترى العراق ينعم بالأمن والاستقرار، وأن يكون الشعب العراقي ممثلا في مؤسساته الدستورية، وهو من يضع كل ما يتعلق بالوضع العراقي نصب عينيه”.
والإثنين الماضي، كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم مرشح “التحالف الوطني”، حيدر العبادي، بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد وقت قصير من تسمية “التحالف الوطني” له كمرشح لرئاسة الوزراء.
وحظى تكليف العبادي بمباركة دولية وعربية كبيرة، كما أيدته كتل عراقية واسعة، لكن المالكي وائتلافه دولة القانون – أحد مكونات “التحالف الوطني ” – رفض هذه الخطوة واعتبرها غير دستورية، قبل أن يعلن مساء اليوم تنازله عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء لصالح العبادي.
وحذر “الصباح” من أن “تطور الأوضاع وتسارع الأحداث في المنطقة أصبح خطيرا، ويتطلب منهم القيام بالكثير من الواجبات الجماعية، لمواجهة هذه الأوضاع والتحديات الممتدة من اليمن إلى العراق وسوريا وغزة وصولا إلى ليبيا”.
وأشار إلى أنه استعرض مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، مجمل القضايا الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الحالي، وأبرزها “العدوان الإسرائيلي الوحشي” على قطاع غزة.
وأشاد بجهود الأمين العام من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، والجهود التي تقوم بها مصر المتمثلة في المبادرة المصرية الهادفة لوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وإقرار التهدئة التامة.
من جهته، اعتبر العربي أن عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة أمر متفق عليه، وتحدث عنه الكثيرون ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مهتم بهذا الأمر، فيما طرحت حكومة النرويج عقد المؤتمر بداية سبتمبر/ أيلول المقبل، مضيفا أنه بعد التشاور مع الحكومة المصرية وجدنا أن الأفضل عقد هذا المؤتمر في دولة عربية في المنطقة، وهناك اتصالات لعقده في شرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر) أو غيرها.
وبشأن الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية، قال العربي إنه “عندما تبدأ مأساة أو أزمة لا ننسى الماضية، وحتى الآن فلسطين هي القضية المحورية المركزية الأساسية لجميع الدول العربية، والطرف الذي يقوم بالاحتلال والقتل هو إسرائيل، وفلسطين دائما تعتبر المشكلة الأولى وبعدها أتت سوريا وليبيا، والآن ما يحدث في العراق وكل هذه المشاكل الضخمة تبحث وحدها، وهناك تركيز على كل منها وهناك أمور غير معلنة، ولكن كلها مطروحة للبحث”.
وأشار إلى أن ما يحدث الآن في غزة هو “هجوم غاشم وشرس ينال من المدنيين، ويدمر القطاع والشعب الفلسطيني الذي يعاني معاناة كبيرة، وما يحدث في القاهرة لإنهاء هذا القتال هام، والمبادرة المصرية قامت بدور كبير لكن كل هذا يمس القشرة الخارجية، بينما الموضوع الرئيسي هو إنهاء استمرار الاحتلال لغزة”.
وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة، في سقوط 1961 قتيلاً فلسطينياً، وإصابة قرابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، حسب أرقام رسمية فلسطينية.
ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل في هذه الحرب 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر.
ووافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، أمس الأربعاء، برعاية مصرية، على تمديد التهدئة في غزة، التي كان من المقرر أن تنتهي منتصف ليل الأربعاء الخميس، إلى خمسة أيام إضافية تنتهي مع آخر ساعات يوم الإثنين المقبل بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (21 ت.غ)، حسب تصريحات أدلى بها للصحفيين، أمس، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، عزام الأحمد.
وفي تعليقه على سؤال حول توسع تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسيطرته على مواقع كثيرة في العراق وسوريا ودور الجامعة العربية في وقفها وحماية الاقليات في تلك الدول، أشار العربي إلى أن ما تستطيع أن تقوم به الجامعة هو “إدانة” مثل هذه الأعمال الإرهابية.
ودعا إلى ضرورة اجتماع الدول التي لديها قوة عسكرية، والدفع في الاتجاه المضاد لعمليات الجماعات الإرهابية، وأعرب عن أمله في تشكيل حكومات وحدة وطنية في سوريا والعراق، لتواجه هذه الجماعات.