كشفت مصادر طبية إسرائيلية النقاب عن تعرض الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا بجراح مختلفة في معارك قطاع غزة لصدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من هول مشاهد الحرب، وأنهم يضطرون لحقنهم بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم، وأن الإصابات الأكثر خطورة لم تصل بعد إلى أقسام التأهيل النفسي والاجتماعي.
واعترف بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أن 2271 ضابط وجندي ومدني أصيبوا بجروح بسبب صواريخ المقاومة ومعارك غزة. وقال إن المستشفيات الإسرائيلية استقبلت هذا العدد خلال العدوان على غزة ولا يزال 88 جندياً إسرائيلياً يتلقون العلاج فيالمستشفيات من جراء الجروح التي أصيبوا بها، منهم 8 حالتهم خطرة، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الثلاثاء.
وأفاد موقع (واللا) العبري، بأن الجنود الجرحى يعانون من صدمات نفسية حادة فضلاً عن الأضرار والإصابات الجسدية المباشرة التي لحقت بهم جراء المعارك
والاشتباكات الضارية التي خاضوها أمام المقاومة الفلسطينية الشرسة في قطاع غزة، حسبما كشفت مصادر طبية وعائلات الجنود أنفسهم.
وكتب الموقع يقول، إنه ليس من الواضح إن كانت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة "الجرف الصامد" على وشك الانتهاء، لكن بالنسبة إلى الجنود الإسرائيليين المصابين فإن معركة أخرى قد بدأت وهي معركة إعادة تأهيلهم من الإصابات التي قد تصاحبهم طيلة حياتهم.
وقال أطباء يشرفون على علاج الجنود، إن طواقم طبية متخصصة في التأهيل النفسي والاجتماعي تشرف على علاج الجنود المصابين من صدمات نفسية شديدة، وقال دكتور إسرائيلي: "إنه بالتزامن مع علاج الجنود من الإصابات الجسدية يتم تأهيلهم من صدمة نفسية تعرضوا لها".
وقال البروفيسور "دانا مرجليت" بأن عملية العلاج النفسي للجنود تتم بشكل تدريجي وعلى مراحل وببطء، مضيفاً: يتوجب علينا أن نشعر الجندي بأنه في مكان آمن بعيد عن مناطق الخطر ولن يصيبه أي مكروه في المستشفى إذ إنه يعاني من فقدان السيطرة على نفسه بسبب الصدمة التي تعرض لها خلال الحرب في غزة.
وأشارت المصادر الطبية بأن المصابين الأكثر خطورة لم يصلوا بعد إلى قسم التأهيل لأنهم مازالوا يعالجون في المستشفيات المختلفة وستبدأ عملية تأهيلهم بعد تحسن حالتهم الصحية، وأشارت مرجليت إلى صعوبة المواقف التي مروا بها وأن الذكريات الصعبة سترافقهم على مدى سنوات طويلة، نتائج الحرب لا تقاس بالمعايير العسكرية أو السياسية فقط، على حد قولها.