في سنة 2007 في عهد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وقع أحد قارئي نشرات الأخبار بإذاعة موريتانيا في خطأ غير مقصود أثناء إعلانه عن مرسوم من رئاسة الجمهورية بتعيين المدير الجديد آنذاك لديوان رئيس الجمهورية وهو السيد المحترم سيدي محمد ولد أمجار، وذلك عندما وضعني في مهب الريح بتبديل إسمه بإسمي عبر الأثير معلنا بصوته الجهوري على الهواء :
بموجب مرسوم رئاسي صادر قبل قليل تم تعيين السيد سيدي محمد ولد أمجاد مديرا لديوان رئيس الجمهورية ، وذلك عندما انهالت علي مباشرة بعد ذلك مكالمات التهانئ والتبريكات بهذا المنصب الجديد الذي كنت آخر من يعلم به ولم تفلح العديد من المحاولات في إقناع أحدهم عند أول وهلة - حتى انقطع الخط ونفد رصيد الرجل - بأنني لست هو المدير الجديد وإنما هو الأخ الكريم ولد أمجار وليس المسكين ولد أمجاد وبين حرف الراء وحرف الدال في آخر كلمة العائلتين( أمجار ) و( أمجاد ) ضاعت أول فرصة للتعيين وإن كنت قد حظيت بصلاحيات سماعها على الأقل لمدة يوم او يومين من طرف اشخاص لا أعرف أغلبهم وقعوا في مشكلة الراء المنقلب دالا في نهاية الجملة فأوقعوني من حيث لايدرون في "علة التعيينات" رغم ان الحرفين المذكورين ليسا من حروف العلة أصلا ، ولكن يبدو لي ان صاحبي المذيع يعاني من علة ما قد تكون دواخا شديدا ذلك اليوم مصدره إذاعة الخبر قبل البراد الأول من اتاي الصباح
لاحقني هذا التعيين القسري كما أشرت أكثر من 48 ساعة كانت وظيفتي الأساسية فيه هي النفي لا الإثبات وحتى عندما بدأت بعض الزيارات تأتي إلى بيتي في نواكشوط مباركة بالمنصب الجديد بعد حملة انتخابات رئاسية ساخنة حينها فكرت في خطة مع أم العيال لتجاوز هذه الكارثة قبل تفاقمها وذلك بإرسال مجموعة من الشباب إلى مدخلي الشارع لإخبار المهنئين القادمين بأن السيد الذي تم تعيينه مؤخرا تحول اليوم إلى حي تفرغ زينة الراقي لتحويل مسار القافلة او إرشادهم على الأقل إلى خريطة المدير الحقيقي الجديد بدل ازدحامهم في بيت العبد الفقير في ذلك الحي الشعبي المتواضع بنواكشوط
وأذكر أني شكوت يومها لصديقي الراحل أحمد باب ولد أحمد مسكة المستشار الرئيسي حينها في رئاسة الجمهورية من هذا ( الراء الثقيل ) الذي حل مكان دال أسرة أمجاد وهذا النوع من التعيينات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وإنما يزيد فقط من فاتورة الدين في الدكان المجاور للبيت لصالح ضيوف ثقلاء لم يتثبوا ( باط ) من صحة الخبر العلة حتى تنشرح الصدور قبل القدور!
وقد ضحك أحمد باب ولد أحمد مسكة كثيرا رحمه الله من هذه القصة حتى سالت دموعه بأريحيته وبساطته ولباقته المعهودة ؛ وربما سالت منه تلك الدموع السواجم إشفاقا على ما لحق بصاحبه من ضرر مادي ومعنوي باسم ديوان رئاسة الجمهورية ، وقد ابلغ الموضوع بحذافيره طبعا إلى مدير ديوان الرئيس ولد أمجار وليس ولد أمجاد - غفر الله لذلك المذيع زلاته الشنيعة- فاستظرفها كثيرا ومتابعة من المرحوم أحمد باب مسكة لتداعيات هذا البلاغ الرئاسي الكاذب في حقي قام بجمعي ومدير ديوان الرئيس الذي حل مكاني في هذا المنصب سيدي محمد ولد أمجار على مائدة عشاء فاخر في بيته الكريم حيث قدم السيد ولد أمجار ( براء ساكنة في نهاية الكلمة ) اعتذاره الشديد لضحيته ولد أمجاد ( بدال ساكنة عن التعيين من يومها ) وكان الرجل غاية في الأدب والذوق والاحترام وتحول النقاش في مجلس الشاعر والأديب أحمد باب ولد احمد مسكة إلى جولات فكرية وثقافية فسيحة أنستني خاصة بعد اعتذار ولد أمجار المهذب وعثاء السفر القصير في ذلك التعيين الكبير
والان ماهي قصة الأستاذ العميد دمبة ولد الميداح من هذا كله وقد ورد إسمه في عنوان هذه الخاطرة
اعتقد انني في إحدى السنوات الماضية ذكرت هذه الرواية ( الماسخة ) لأديب اهل إكيدي الكبير محمد احمد الميداح الملقب دمبة فسكت متبسما ثم نطق حسنا بما معناه ( هذا كامل الا اكد يعقبوا شي )
ولكن الطريف في أستاذ أهل المذرذرة الظريف وذاكرتها الثقافية أنه اتصل علي البارحة بعد ذيوع خبر آخر يتعلق بحمى التعيينات والتعيينات المضادة قائلا بهدوء تام ونبرة تستبطن التهنئة الحقيقية : ( فلان هذا ال اسمعت اليوم إلعاد حق وبصيفتو ذيك باط اراني امهنئك اعليه وامباركلك فيه )
وبين بداية 2007 إلى مطلع 2019 جاء التعيين هذه المرة حقيقيا على قناة الثقافية في التلفزيون الموريتاني
أجارني الله وإياكم من أخطاء المذيعين والمذيعات ومن تقلب الراءات والدالات
ورزقني الله وإياكم التوفيق في كل التعيينات والمسؤوليات
مدير ديوان رئيس الجمهورية سابقا خطأ
مدير قناة الثقافية الموريتانية حاليا
سيدي ولد أمجاد