بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
عشت خمسين سنة، لله الحمد ،زاخرة بالمعارف و العلاقات المتنوعة. تعددت شعاراتها ،من الصداقة إلى القرابة إلى الزواج و الشراكة، فى العمل و السياسة و الإعلام ،و ما سوى ذلك من شعارات الناس. لقد تأكدت من خلال هذه التجربة الثرية العميقة،التى يخطئ من يستهزئ بها،أن مجتمعنا يعانى من بوار قيمي ،لم يعد من الممكن تجاهله.
فالمعتمد فى حياتنا غالبا ، هو موسم المنافع و الأغراض،بالدرجة الأولى،أما ما سوى ذلك ،فمجرد درج و سلم و غطاء و تمويه . لقد كرست حياتى ،منذو الصغر ،للصداقة و الانفتاح ،فاكتشفت اخيرا، أنى أزرع فى الهواء فحسب !. أكتب هذه الحروف بمرارة و ألم ،و لا أريد أن أستثني، على حيز واسع،خوفا من خديعة القارئ و الرأي العام. فالافضل الحذر الحذر ،فما زال فى الناس بقية خير ،لكنه و رب الكعبة ،قليل جدا ،باختصار و إيجاز .
و من أراد أن يلخص جل أوجه حياتنا اليوم ،فى هذا العالم الموحش،الفقير أخلاقيا،فليتابع و ليتأمل حياة الحيوانات فى الغابة !. فقانون الحياة اليوم ،معيارها القوة و الغلبة، على نسق حياة الغابة. فلا تبالغوا فى الاغترار، بما يروج له من رحم و تراحم و تعاون .
لقد بات-للأسف البالغ-فى خبر كان تقريبا. يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :"في الخير و فى أمتى إلى يوم القيامة". أهل موريتانيا، هجر كثير منهم القيم و الأخلاق و المروءة،فاحذروا معشر الحلماء.و ابذلوا المعروف و انسجوا الصلات،لكن بحذر مضاعف!. لقد أعطيتكم و قدمت لكم أعز ما أملك ،التجربة و عصارة الأيام و السنين.و لمن يعرفنى ،أمتلك علاقات معتبرة، فى أوساط واسعة،و لست متحاملا،لكنه محض الحذر و الاعتبار و النصح .