دولة مجاورة شقيقة تساهم فى بث الفوضى فى قطاعنا التعليمي و المهني .حيث يبيعون الشهادات من باكالوريا إلى درجة الماستر، دون تردد أو حياء.بل يجزم بعض العارفين بالميدان، أن التزوير بلغ درجة عالي. و الأوساط المستفيدة بالدرجة الأولى، من هذه الفوضى الخلاقة، تعرف نفسها ،و يدفع من خلال هذه الشهادات المزورة،بمئات الشباب إلى التعيين و التكليف الرسمي ،دون تدقيق أو سابق إنذار !.
بعد أن يبيع الوالد مواشيه فى العاصمة ،بتلك الدولة الشقيقة،و على طريق العودة،فى تلك المدينة الحدودية الشهيرة،يلتقى مع "سمسارة"الجامعة.يقول لهم ايتونى بكذا من الشهادات . و يقدم الحسابات فوريا نقديا،و ينعقد اجتماع مجلس الوزراء ،و يعين أطر"شهادات ثمرة بيع الحيوان"!. الشهادات متوفرة هناك من الباكاوريا فما فوق،بل حتى بعض من يدعى إنه"الملهم لمسار التنمية و الاستقرار"،يقال إنه يحمل تحت إبطه ،باكلوريا من هناك،مزورة طبعا!.
إنها ضربة موجعة، لسمعة بعض أطرنا و سمعة الإدارة ،و منافسة غير شفافة لتعليمنا المحلي،و تلاعب بالمال العمومي ،الذى يقبضه غير مستحقه و يسيره أحيانا الجهلاء ،دون رتوش!. تزوير الشهادات ،تزوير للمستويات و الخبرات،و يحول العناوين الوظيفية المعلنة،إلى ادعاء فحسب،يحتاج إلى تمحيص و إثبات. هذه المعلومات ،صرح بها بعض أقارب المتورطين فيها،و من يريد الدليل سيجده من غير صعوبة،يبيعون الحيوان و يشترون ما لذ و طاب من "دبلومات"،ثم يتوجهون للمخزن لتوظيفهم،و الانتظار عادة لا يطول !.
التزوير يوصل بعضهم للبرلمان و بعضهم للبلدية و آخرين لمختلف الوظائف دون عناء !. أعرف أحدهم زور محليا الباكلوريا،اشتراها بمبلغ زهيد،ثم زورت له شهادة جامعية من مدرسة إدارية محلية مشهورة،و وظف فى شركة وطنية كبيرة و على مرفق مربح ،و بسرعة البرق كدس ثروة معتبرة،"و خل شى افوت"،كما يقال فى المثل الحساني. أما من لا يسرق و لا يختلق المستويات المزورة،يترك وحده يسير، خطو حمار كسول!،لأن المنافسين محل تشجيع و تيسير كبير متعمد !. و فى وزارة كبيرة عين رجلان فى مستويات معتبرة،و طول النهار يطلبان من يعلمهم العمل ،مصرحين بأنهم لا يعرفون !. و فى مدرسة عليا للإدارة فى دولة مجاورة تخرج العشرات و ملأوا الإدارة عندنا،صبخا و نفوذا ،لا يستند إلا على الشجاعة، الأقرب للتهور !. طيلة أكثر من عقد من الزمن، ظلت وزارة التعليم تمنح بالدرجة الأولى ،أقارب وزير معروف، غارق فى القبلية الفاضحة،حتى أن أحد الطلاب منح للروس ،فاستدرك الوزير و حول منحته إلى دولة أرقى تعليميا،لاعتقاده،أنه من أبناء عمومته !. و من أحد المعاهد الإسلامية الجامعية،تخرج المئات بطريقة مثيرة تمييزية !،و أغرقوا سلكي القضاء و التعليم . حالة مثيرة للشفقة، تحتاج إلى نظر جريئ حاسم ،حتى لا تستمر المهزلة .