بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
على غرار ما يقول بعض العلماء ،تعليقا على الرؤيا الصالحة،بأنها تسر و لا تغر.بمعنى أنه يأخذ بها،على وجه البشرى و الاستئناس ،و لا يأخذ بها، على وجه المؤكد و اليقيني. كذلك الغاز المنتظر استخراجه عندما،ينبغى أن لا نبالغ فى أمره، فما دام لم تصاحبه حكامة راشدة،فلن نجد غلته و ثمرته،على مدى احتماعي واسع عادل متوازن،كما ينبغى أن نحذر من مخاطره و ارتداداته و انعكاساته،المجربة،أمنيا و سياسيا و اقتصاديا،فى كثير من البلدان!.
ليس المنشود من الثروة الغازية المرتقبة،أن يستفيد أفراد يباشرون عمليات الاستخراج ،بل المطلوب استفادة تنموية عامة شاملة. و من المعروف أن الثروات الباطنية ،عندما تظهر وتستغل،تظهر و تتضافر المطامع و المخاطر المتنوعة،داخليا و خارجيا!. و هذا مروي و مجرب ، فقد ذكر فى حديثه صلى الله عليه و سلم ، ما يحصل من اقتتال على المعادن،حتى إذا ظفر به آخرهم ، لم يعجبه ما ظفر به من مال نفيس، لكثرة ما أريق فى سبيله، من دماء و أرواح !.
و فى قارتنا دول مزقتها الصراعات الدموية،رغم وفرة المقدرات المعدنية المتعددة ، لكن الصراع على المال و النفوذ، حول المنحة إلى محن و مآزق . و للتنبيه، و بسبب الماء فحسب، شهدت علاقنا مع الجارة الشقيقة السنغال، بعض المشاكل الخطيرة أحيانا،فكيف لو بدأ تدفق الغاز ،المدر المليارات.مما يحتاج إلى حيطة و حذر و نقاش استباقي،لكا قد يسبب الخلاف و المزاع ،المفضى لا قدر الله للتوترات . و لعل المرحلة الغازية المنتظرة،تتطلب بعض الاستعداد و التهيئ،فالإعلام لن يتمكن من الإلمام بالملف ،إلا بعد التزود باللغة الانجليزية ،و كذلك الخبراء و الفنيين الوطنيين ،لن يطلعوا على بعض تلافيف الملف ،إلا مع خبرة بلغتهم ،مما يستدعى تحسين المستوى المعرفي بلغة المستثمر البريطاني و الأمريكي .
و على غرار التجربة القطرية فى جانب،و مع مرور الوقت و ترسيخ الحريات و دولة القانون ،المستمد من شرعنا الإسلامي،قد يساعد كثيرا موريتانيا ،الغاز و الحرية الإعلامية فى التشابه مع قطر بل أحسن، من النموذج القطري ربما . لأن قطر ،بعد احتساب الحماية الآمريكية،استفادت أساسا، من الغاز و الإعلام، عبر تجربة "الجزيرة" . و قد يصعب حصول انقلابات مستقبلا فى موريتانيا،بسبب عامل الوعي و الاشتراك فى سوق الغاز الدولي.فقد لا تقبل الدول المعنية ،التلاعب و العبث بمصالحها، الاقتصادية الاستراتيجية . و لا يستبعد خلال سنوات،و توفر تطبيق القانون و حسن التسيير ،أن تتحول موريتانيا،إلى أفق تنموي واعد ،إن شاء الله .