بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
قبل قليل تمت الصلاة على الضحية محمدو ول محمد ول برو،إثر العثور عليه مقتولا، أشنع قتلة ،بعد أن تم حرقه و تشويهه .اللهم بقلب يحترق انتقم و أكشف الجناة،و أكشف عنا هذا البلاء.
اختفى الضحية الشاب قبل يومين،و يبدو انه تعرض لعملية اختطاف ،تمهيدا لسرقة إحدى محلات غزة تلكوم،لتحويل الاموال،بمقاطعة الميناء، بنواكشوط.و بعد بحث عثر عليه اليوم فى هذا الحال المخيف المروع !.
و لا غرابة فمنذ سنوات فتحت جبهة تحريض عرقي صريح،توج بدخول رائده فى البرلمان،و أصبح الحديث بلغة عنصرية عدائية أمرا معتادا،و حدثت عمليات قتل عديدة،ذات طابع إجرامي تصفوي عرقي بغيض صريح ،لكن أجهزة الدولة المعنية عاجزة عن توجيه التهمة للفاعلين الحقيقيين ،قبل توقيف نزيف عمليات السرقة و القتل،على أبشع الصور !.
و فى موريتانيا وحدها تمر هذه العمليات النوعية البشعة المروعة،دون أن يستقيل فرد واحد،من المعنيين بالعجز عن حماية أرواح و ممتلكات الناس!.
إشكالية الأمن ،خصوصا فى العاصمة نواكشوط،أصبحت بينة مزعجة و تحديا حقيقيا،يهدد استقرار و تماسك المجتمع ،و إذا لم يتحرك الجميع، لوقف هذه القلاقل المتزايدة،فإنها قد تخرج عن نطاق السيطرة،إن لم تكن قد دخلت ذلك الحيز الخطير .
ما هو الخطاب العنصري الانفصالي،الذى يغذى هذه العصابات الإجرامية المحترفة،التى تمارس فعلتها عن وعي و تخطيط و قصد و تعمد تام ،حسب كل المؤشرات ؟!.
كما أن النهب الواسع للمال العام و الحرمان الجماعي منه،إلا لثلة محسوبة على النظام المتغلب ،يدفع بعض المحرومين لاختلاق حلول إجرامية ،ضد بعض البسطاء،كما حصل مع ول برو رحمه الله .
هذه الحادثة تستحق البحث و التحرى و الفحص ،فهي بامتياز مؤشر انهيار أمني كامل.
فالناس ،أنفسا و مقدرات،أصبح أمنهم فى مهب الريح و العجز و الفشل ببساطة ،فإلى أين يتجه هذا المنحدر السحيق المخيف ،الممزق للتعايش ،رغم الاختلاف و التنوع ؟!.
للصبر حدود و للحلم مستوى تحمل محدود،فلا داعي لتجربة مدى صبر الحليم .اللهم انتقم .
العملية السياسية،التى تحكمنا ،تزكى التطرف ،و تعينه على الترشح لكل المهام الانتخابية الحساسة،و تقف عاجزة أمام أخطر و أخبث العمليات الثلاثية،سرقة و تصفية و حرقا !.
يدعون أنهم يعيشون تحت رحمة نظام لابرتايد،و لعله العكس، فى مثل هذه الحالات النوعية الرهيبة !.
الكراهية موجودة،و كان التعبير عنها ،عبر حادثة ول برو صريحا و مؤذيا إلى حد بعيد.
و أقول تنبيها للمجرمين،اعتقادكم للإفلات و التمادى مستحيل ،فلن يسكت الضحايا طويلا على أرواح أبنائهم .
فإذا كانت اجهزة الدولة الفاشلة ،تتصور الصبر المطلق على مثل هذه الجرائم،فهي واهمة و عبثية الحسابات و التقويم و التوقع .