لقد تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن معارضتنا ينخرها معيار الطمع و لا ترجح المبدئية و الخلفية النضالية النظيفة البتة.حيث كشفت الصحافة اليوم عن المراسلة بين هذه المعارضة و ممثلية الإتحاد الأوربي ،بشأن مرشحهم المحتمل الرئيسي ،محمد ولد بوعماتو ،و ما يتهدده من الاعتقال .
ألم تجد معارضتنا من مرشح مقنع إلا بوعماتو ؟!.
هل عرف هذا التاجر الشاطر ،بغير جمع المال من حله و حرامه و مشبوهه،و استغلال البعد العمومي للحصول على صفقات كبيرة مشبوهة؟!.
أم أن هذا يعنى باختصار ،ان المعارضة الراديكالية لا ترى عيبا إلا فى الفقر ،و أما ضرب مؤسسات الدولة فى الصميم،سنيم و سوماغاز و صوملك و ربط الصلات مع القذافى و مع "افرانس آفريك"،للحصول على ثروات طائلة مشبوهة طبعا،مسألة لا ضير فيها بإيجاز؟!.
و لعلكم تتذكرون أن ولد بوعماتو تابعنى ،ككاتب و ورطنى بالسجن و التغريم الخيالي "٣٠٠ مليون أوقية أكثر من مليون دولار" مع متابعة الأنتربول و الزنزانات الانفرادية و مختلف صنوف السجن والإرهاق و العذاب النفسي ،الخيالي فى العنت و الأذى،أم لأنى أحد أبناء عمومة معاوية،فهذا لا يزعجكم و لا يهمكم .و تعلمون،حسب معلومات موثوقة،أن بوعماتو من أجل توريطى بذل الكثير من المال لرشوة بعض القضاة و المحامين و الصحفيين،و تحرك دوليا لتفعيل الأنتربول،و كانت قضية متابعتى قضائيا و سجنى و تغريمى و تسليمى عبر الانتربول،من دبي إلى نواكشوط،من أشهر و أكبر نماذج، توريط صحفي فى العقد الأخير !.
قضية مصادرة حريتى هذه ،لا تهمكم طبعا !.
و رغم أن بوعماتو ليس سياسيا و إنما طالب منفعة،و لو على حساب الجميع،و ملفه مثقل بمعاداة الرأي الآخر و توريط صحفي عبر القانون الجنائي،الذى لا صلة له بتلك الكتابة الصحفية ،عبر صفحات الأقصى ،مايو ٢٠٠٧،عددها ٢٤٢،كما أن ملف ولد بوعماتو ،مثقل بالاستيلاء على أموال طائلة،و مع ذلك يسعى المعارضون عندنا لإيصاله لكرسي الرئاسة .
أي برنامج يملك ولد بوعماتو، سوى التنمر و الحرص على استرداد مركزه المالي ،فى دولة "السيبة" ،بامتياز !.
و يا قلة عقلكم و حذركم،هل من الائق أن يفعل ولد عبد العزيز ما شاء فى الشأن العام و المال العام،ثم يأتى من بعده،من ينتسب لنفس المحيط ،ليلعب لعبته هو الآخر ؟!.
و كأن موريتانيا خصوصيا محضا،لماذا تشجيع السير فى هذا الاتجاه ،الذى قد يفقد الدولة طابعها الجمهوري الناقص،نحو شكل ملكي معيب و غير مكتمل!.
لماذا يا معارضتنا "الطماعة"تسعون لتعبيدنا ،و قد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ؟!.