الثلاثي المؤثر : الدولة العميقة- المال السياسي-الإعلام

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
سبت, 2019-03-23 10:56

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

المسرح السياسي عندنا ،و أساسا بالنسبة للحملة الرئاسية المنتظرة،سيخضع لتأثير معتبر ،من جهات ثلاث أساسية .أولها الدولة العميقة،"المخزن"،أو بعبارة أخرى النظام السياسي المهيمن على المنافع و القرارات المفصلية.

فكثيرون لا يتحملون الابتعاد عن المنبع ،خوف الحرمان و الحصار أو تضرر المصالح الخاصة،و لذا يربطون مواقفهم السياسية و الانتخابية،بوجه خاص،باتجاه السلطة و اختياراتها .

و مازالت الدولة العميقة عندنا، تلهم الأغلبية ، مواقفها و توجهاتها الانتخابية الحساسة،خصوصا إن تعلق الأمر بالرئاسيات .

و مازال الممسكون بأزمة و مقاليد التأثير فى هذه السلطة، يستغلونها ترغيبا و ترهيبا،خصوصا فى مثل المناسبات المحورية الحاسمة .

 

و للأسف من غير الائق ،أن تظل الدولة تستغل ،لفرض اتجاه الريح السياسية الغالبة.

فالدولة ليست محايدة و لا تمارس دور الرقيب و الحكم،الذى يقف فى المنطقة الوسطى ،بين مختلف الفرقاء و المتنافسين.

و هو ما يجعل أغلب المغالبات الانتخابية،تبدو محسومة لأول وهلة،و هذا ما يجعل كذلك الديمقراطية المحلية،مجرد ديكور تمريري فحسب،لا يجوز الانغرار به و لا الإشادة الزائدة .

و طبعا من أراد تعريض مصالحه لخطر محقق ،فليقف فى وجه خيارات الدولة العميقة،و من زعم أن الديمقراطية عندنا شكلية  ،فلم يفترى على الأرجح ،و إن وجد هامش يستحق الاختبار والمناورة و المنافسة الحذرة بامتياز .

أما المال السياسي،منذو مطلع التسعينات مع انطلاق التعددية،فقد أظهر دورا محوريا فعالا،فى نجاح طرف على آخر،و مع توسع الفقر،نتيجة لسياسات الغبن و التمييز السلبي،و تعمق الطمع و الشره،لدى الكثيرين،أصبح المال السياسي ،عاملا مؤثرا فى الحملات و الانتخابات عموما .

و من هاذ الوجه،يستغل المال العام و الخاص،لشراء الذمم و التأثير الواسع على المقترعين،و لهذا السبب يحسب لولد بوعماتو ،لما يروج عنه من ثروة و مغامرة فى البذل عند المغالبة !.

المال السياسي ركن ركين ،فى المنافسة الانتخابية الرئاسية المرتقبة،و تتعدد و تتوسع ،على نطاق معترب،أوجه الصرف،فى الحملات الانتخابية،خصوصا فى بلدنا،الذى يحسن شعبه التحايل على المرشحين و ركوب موجة الفرصة الانتخابية ،كما يحسن بعض المرشحين الوعود الفارغة أحيانا و استغلال البسطاء ،للوصول لذرى سنام السلط المتنوعة .

و من أجل هاذا يسعون للحصول على المال الكثير ،للنفاذ لمراكز السلطة و النفوذ الواسع،و قد لا تكفى فى حساب أغلب النافذين،جودة و جدوائية البرامج الانتخابية،دون حلاوات المال و دسومة الثروة !.

و فى هذا السياق تظهر انتهازية بعض الجهات الداخلية و الخارجية،لمحاولة  التأثير على الدول عن طريق تمكين البعض من المال فترة الحملات الانتخابية .

و يبدو أن الإمارات و قطر على استحياء ،من أبرز الدول التى تحاول تشكيل لوبيات ،للتأثير بمالها السياسي،لكن هذا المسار متكتم و غير معلن إطلاقا.

و لا شك أن الإعلام يحتل المرتبة الثالثة ربما ،فى تحديد مصير أي لعبة انتخابية فى بلدنا،فقد ظهر فى السنوات الأخيرة دور بارز للإعلام فى الترويج و الدعاية الانتخابية،و يستغل المترشحون المنابر الإعلامية المختلفة ،لشرح برامجهم و محاولة استمالة الناخبين .

و قد استطاع الإعلام أن يحفر لنفسه ،موقعا مؤثرا ،فى مسرح الشأن العام الموريتاني،على وجه جلي،حيث أضحت المواقع الألكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" ،محل إقبال و اهتمام،من طرف الكثير من المتصفحين .

و لقد بات تأثير الإعلام عندنا،واضحا فى تحديد مآل ،أي منازلة انتخابية.

و لعله مع ارتفاع منسوب الوعي،قد يتناقص دور العوامل الأخرى ،و يركز الناخب على جدوائية البرامج و التجارب السياسية الميدانية،بالدرجة الأولى،لكن ذلك قد يتطلب المزيد من الوقت و الحنكة و  التمرس .و حينها ،و لو بعد دهر،تصبح  خدمة الوطن ،هي المبرر الأساسي،للثقة فى المترشحين .