بقلم: الهاشم ولد مولاي
نشر في بعض المواقع الإلكترونية مقال للتعريف بالمترشح سيدي محمد ولد بو بكر بقلم الكاتب المحترم/ المختار الشيخ ولد صيبوط.
وقد أشاد الكاتب بسيرة المترشح ودافع عنه ولا غضاضة عليه في كل ذلك لولا أنه ختم دفاعه عن المترشح بمقارنة غير مقبولة ماثل فيها بين لقاءات المترشح مع الصهاينة عندما كان وزيراً أول وبين لقاءات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع يهود المدينة!
وجاء في الفقرة التي تضمنت هذه المقارنة أنه <إذا كان المترشح قد التقى الصهاينة لقاء ديبلوماسياً فحتى الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلتقي اليهود ويسير معهم في الشوارع و يحدثهم،
وعندما استغربت عائشة رضي الله عنها فسألته في ذلك أجابها: إنا لنبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم >
والملاحظة التي تفرض نفسها في هذا المجال انه لا وجه للمقارنة بين اليهود الذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقيهم في المدينة وبين الصهاينة الذين التقاهم المترشح.
فيهود المدينة يومئذ كانوا أناساً مسالمين تربطهم مع المسلمين معاهدة سلام وجيرة حسنة وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأول دستور ينظم شؤون سكان المدينة (وثيقة المدينة التاريخية).
أما الصهاينة الذين التقاهم المترشح كوزير أول فهم عصابة من القتلة وسفاكى الدماء اقتلعوا شعبا كاملا من أرضه و يستمرون في إبادته و تدمير حضارته و مقدساته...
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إسوة حسنة: فقد تغيرت معاملته لليهود بمجرد ما نقضوا العهد وغدروا به وبالمسلمين في غزوة الأحزاب، وقال قولته المشهورة : "لا يصلينَّ أحد العصر إلا في بني قريظة " ونفذ فيهم حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريهم. وكان قبل ذلك قد طهر المدينة من يهود بني النضير وبني قينقاع جزاء خيانتهم للعهود والمواثيق و محاولتهم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
أترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو كان حاضراً بين ظهرانينا اليوم سيلتقي الصهاينة بعد كل ما فعلوا ويفعلون بالمسلمين ويستقبلهم هاشاً باشاً مكتفياً بأن <قلوبنا تلعنهم> ؟؟!
الهاشم ولد مولاي