أظهرت دراسة أسترالية حديثة، أن مضادات الصفيحات وعلى رأسها عقار الأسبرين الشهير، يمكن أن تسهم في محاربة عدوى السل القاتلة المقاومة للأدوية، عن طريق زيادة كفاءة الجهاز المناعي.
الدراسة أجراها باحثون بمعهد أبحاث سنشري في أستراليا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of Infectious Diseases) العلمية.
ومضادات الصفيحات الدموية وفي مقدمتها الأسبرين هي نوع من الأدوية التي تساعد على منع تخثر (تجلط) الدم، وهي تعمل على تخفيف لزوجة الصفيحات.
والصفيحات هي إحدى مكونات الدم الرئيسية وهي جزيئات صغيرة تساعد على التخثر لوقف النزف من الأوعية الدموية المصابة.
وأجرى الفريق دراسته على مجموعة من الفئران المصابة بالسل المقاوم الأدوية، واستخدموا الفحص المجهري الفلوري لمراقبة تراكم الجلطات وتفعيل الصفائح الدموية حول مواقع الإصابة.
واكتشف الباحثون أن بكتيريا السل استخدمت الصفائح الدموية لخداع جهاز المناعة، وعرقلت قدرته على مكافحة العدوى.
وبعد أن عالج الباحثون الفئران من الالتهابات باستخدام الأدوية المضادة للصفائح الدموية، بما في ذلك الأسبرين المتاح على نطاق واسع، تمكنوا من منع عملية الخداع التي تحدثها العدوى للجهاز المناعي، والسماح للجسم بمكافحة العدوى بشكل أفضل.
وقالت الدكتورة إلينور هورتل، فائد فريق البحث:هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف وجود دور للصفائح الدموية في تفاقم عدوى السل في نموذج حيواني
وأضافت كشفت الدراسة أن العقاقير المضادة للصفائح الدموية ساعدت الجهاز المناعي في مكافحة السل المقاوم للأدوية الذي يكلف حوالي 250 ألف دولار لعلاج حالة واحدة في أستراليا
وأشارت هورتل إلى أن الدراسة توفر أدلة أكثر أهمية على أن الأسبرين المتاح على نطاق واسع يمكن استخدامه لعلاج مرضى السل الحاد وإنقاذ الأرواح.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي ثلث سكان العالم لديهم ما يسمى عدوى السل الكامنة، ما يعني أنهم أصيبوا ببكتيريا السل، لكنهم ليسوا مصابين بالمرض ولا ينقلونه.
ويتعرض الأشخاص المصابون ببكتيريا السل لخطر الإصابة بمرض السل بنسبة 10%، ويمكن أن يصيب الشخص المصاب ما بين 10 إلى 15 شخصا آخرين سنويا.
وينتقل المرض عن طريق الرذاذ المتطاير الذي يحمل البكتيريا، إضافة إلى اللمس واستعمال أغراض شخص مصاب، خاصة الملابس وفرشاة الأسنان ومناشف الغسيل، وغيرها.
أما السل المقاوم للأدوية فإنه يصيب حوالي 500 ألف شخص سنويًا، ويتسبب في وفاة 150 ألف حالة في العالم، والعلاجات الحالية المتمثلة في المضادات الحيوية مكلفة، وغالباً ما تكون سامة بسبب آثارها الجانبية الخطيرة.