لا بأس أن نكرر دائما و نتذكر دائما أن الرهان الأولى على الاستقرار. فنحن على أبواب انتخابات تنافسية،كل المشاركين فيها ،رابحون عبر المشاركة السلمية، بما يترتب عليها ،من عرض البرامج و نسج و تعميق الصلات السياسية السلمية.و افتراضا، لا غابن فيها و لا مغبون.الرابح الأول فيها ،هو الوطن و أمل الاستقرار و التنمية و التعايش والتسامح و التعاون ،بإذن الله .
و ليس من المقبول،أن يتحول البعض، بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية المرتقبة،إلى ساحات التراشق و العنف الكلامي الحاد و التحريض السلبي المؤذى المدمر.و لعل هذا -إن حصل- قد يبرر ،على رأي البعض،التعامل مع الأمور بيد من حديد .
الجو السياسي عندنا، يعتمد غالبا على المثل الحساني،"اللسان باللسان وليد مكروفه".فالكل غالبا يعبر عن ارتياحه أو اعتراضه بالطرق السلمية،حتى حركة "افلام" فى الوقت الراهن،رغم اعتراضاتها،إلا أن نشاطها السياسي يرتكز على الأسلوب الإعلامي السلمي .
و لعل العافية و الاستقرار أهميتهما ،يحرص عليها، أغلب أبناء هذا المجتمع،لكن طبيعة تحديات الحياة المعاصرة و المشاكل الخاصة و العامة ،تستدعى دائما أهمية الاستمساك بعرى السلم،حتى لا ينزلق القطار عن سكة الأمان .
و يبدو أن النظام و المعارضة و ما بينهما ،رغم الاشكالات و التجاذبات، مازال إتجاه الكل ،يسير فى جو المسالمة،لله الحمد.
أما ما نسمع من تحريض مريب غير مريح،فى أمر العبودية مثلا،فأغلبه مجرد ضجيج و استرزاق،إلا أنه يستدعى الحذر و التحسب. و أجدر بالمعنيين ،الحرص على طريقة الأداء السلمي،مهما كان نوع الخطاب.فالفتنة و الصراعات العبثية المتشنجة،عاقبتها وخيمة . و لينظر المعنيون ،اعتبارا و تأملا احترازيا ،تجارب التشابك و التنازع الأهلي،ماذا جنى أهلها،للأسف،غير الرزايا و البلايا ،و العياذ بالله .
و من الجدير بالملاحظة التنبه،لخطورة ما تؤثر به سلبا، خطابات الكراهية و التعالى،فى كيان المجتمعات،و أفضل لنا دائما ،التآخى و المحبة،على نهج الإسلام ،الذى يجمعنا و يوحدنا،حتى لا ننقلب للجاهلية و الغوغائية و التنابز السلبي المدمر ،لا قدر الله .
أجواء الحملات مشحونة أحيانا،فلنتق الله فى أنفسنا و مجتمعنا و وطننا،عسى أن لا تتحول إلى ساحات تنافس سلبي ضار .
و من وجه آخر رغم ما يشاع عن ولد عبد العزيز،من تشنجات و انفعالات، إلا أنه طيلة فترته فى الحكم،لم يجرنا إلى حرب مثلا مع الجارة الشقيقة السنغال،بسبب مشاكل الصيد أو غيره.و أود أن أنبه هنا،إلى أن استهدافنا أحيانا، فى الساحة الإعلامية أو السياسية السنغالية،قد لا يعنى تحقيقا،استهدافنا رسميا، من قبل السنغال، كدولة و نظام،و إنما قد يعنى على الأرجح،أن لكل قوم سفهاء.
و على محور العلاقات المغاربية،ظل موقفنا الرسمي المعلن ،من نزاع الصحراء الغربية،وسطيا حذرا، رغم الحاجة و الضرورة القصوى،لمضاعفة الحذر فى شأن هذا الإشكال المزمن الحساس، بصراحة.
و للتذكير ،على الصعيد المحلي ،قد يثير رفض الحكومة اليوم،الاستجابة لطلب المعارضة، بشأن إعادة صياغة اللجنة المستقلة للانتخابات،بعض ردود الفعل الغاضبة،من طرف المعارضة،مما قد يؤثر على أجواء الانتخابات الرئاسية المنتظرة.
و تلك مستجدات انتخابية مثيرة ربما ،تستحق سعة الصدر و حكمة التسيير ،من طرف الجهات المعنية،حرصا تجاوز مرحلة و الولوج إلى أخرى،بأقل مقدار من التنافر و الصدام .