بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
من حقنا أن نأمل ،لكن حين يكون الأمل غير مبرر وغير مقنع ،فذلك اسمه التمنى وليس الأمل.
فعلا الأمل خلاف اليأس عموما،و يبقى الأنسب أن يكون مؤسسا على مبررات و مسوغات ،تقرب سبل وطرائق الانفراج ،بإذن الله .
فى ركن الأمل فى التغيير نحو الأفضل ،بمناسبة الانتخابات الرئاسية المرتقبة،ماهي ركائز هذا الأمل ؟.
و قد يكون الميل لدعم ترشيح ولد غزوانى،مرده للحرص على حكم البلد من طرف حاكم يحظى بقوة شعبية و أمنية،تفرض الاستقرار و تبعد عن الوطن فى المرحلة القادمة مخاطر الهزات و الزوابع،التى قد تغذيها مخاطر استخراج الثروات الباطنية،الغازية أساسا.
و تبقى استفسارات عدة حول هذا المرشح. فهل سينجح فى وقف استسهال التلاعب بالمال العمومي و استغلال السلطة و النفوذ ،بمجرد حصول صلة قرابة مع الحاكم ،أم هل ستظهر مافيا أخرى محسوبة على الرئيس الجديد،على غرار ما هو معيش مع معظم الأنظمة المتعاقبة!.
تغير الحكم من شخص لآخر ،قد يكرس التناوب شكليا و يحمى فرصه قانونيا و دستوريا،و لكن بقي الجوهر و المضمون، دون نبش و تطهير فعلي ؟.
المرشح محمد ولد غزوانى يحتاج إلى خطاب واعد و وعود جادة متنوعة،لجذب الناخبين و التأكيد على عزمه على إجراءات و تغييرات واسعة، تحدث الفرق و تصنع الأمل المبرر،نحو أفق تنموي و تشاركي مريح بحق ،بإذن الله .
أما طنطنات ولد بوبكر فلا تدغدغ مشاعر حتى.فعندما تتاح الفرصة لمسؤول حكومي أو منتخب،و يكتفى بأن يغرف "أهله المقربون من شخصه الكريم " غرفة واسعة"من "اتراب نواكشوط المربحة"،فذلك ليس استقامة و لا نجاحا إطلاقا.
القاسم ولد بلال تولى أيام معاوية فترة وجيزة من تسيير بلدية نواذيبو،و مع ذلك ترك بصمته الايجابية،و كانت تلك البصمة ربما، من أهم دواعى قناعة الناخب،بتكرار اقتراعه،لتسيير الشأن البلدي هناك.
أما ولد بوبكر فقاد الحكومة لسنوات،دون أن يتمكن من الانجاز و التميز،و إنما كان ديدنه و مصب اهتمامه التوظيف و مجاراة المتغلبين وقتها ،أو ما يسمى فى قاموس البيظان"حلاوة النهمة"!.
المتاح حتى الآن من المترشحين، حقيق به تطوير آلياته و شحذ أسلحته الدعائية،لتكون مقنعة و فى متناول التطبيق و التحسين الفعلي و النوعي.
و مادام ربنا قال جل شأنه:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . فلنقلع عن المخالفات عموما،و لنعلم أن المسؤولية ،تكليف و ليست تشريفا فحسب،بل هي أمانة ثقيلة :" إناعرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنا و أشفقنا منها و حملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا".
قيادة شعب منهك ،ضاعت حقوقه و تلاعب زيد و عمرو بثرواته و خيراته،ليست وساما للزهو و المفاخرة،و إنما هي امتحان عسير حقا .
و لمحاولة زرع أمل جاد فى نفوس الناخبين،ينبغى أن نقر بأن الاتكاء على العلاقة مع السلطة،لا يكفى، و ربما من باب أولى ،إطلاق الشعارات الرنانة و تدبيج الخطابات المنمقة ،لا يكفى.كما أن ترويج الحصول على الأموال الطائلة ،الكفيلة بالجانب المادي للحملة، لا يكفى .
و الأيام دول و كل هذا إلى مصبين يوما ما . لمحكمة التاريخ، من جهة ، ثم إلى محكمة الديان ،و لا ينفع عند الله إلا الصدق .
إذن ما ينفع هو الصدق مع الله و الصدق مع الناس ، عسى أن نضع اللبنة الأولى، على طريق عزيمة الإصلاح الشامل ،بإذن الله .
و الناجح من اقتفى هذا الطريق ، بتوفيق من الله .
و مؤشر الجدية الأول، الاعتراف بأوجه الفشل و النقص، قبل الترويج و التنميق و الطلاء.فذلك ربما هو التأسيس على جرف هار،لا قدر الله .