بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/
رغم ما يمثله المرشح المحسوب على المؤسسة العسكرية،من أمل فى القدرة على الحفاظ على الاستقرار الهش،فى مرحلة تتعالى فيها باستمرار النعرات العرقية بحدة، ودعاوى المظالم الشرائحية و التجاذبات الجهوية المتعددة،إلا أن الحصاد المر للعشرية المنصرمة على رأي البعض،فى جانب نهب المال العمومي و الغبن و سوء تسيير الفرص المالية المتاحة،يلح على تيارات واسعة من الناخبين، و خصوصا الشباب المطحون،بالتوجه للمرشحين الآخرين،و حسب الزحم السياسي و الإعلامي الحالي،يبدو سيد محمد ولد بوبكر ،الأكثر حظا،رغم عدم ضعف المرشحين الآخرين،القادرين ربما على جر المرشح الرئيسي إلى شوط ثان حساس و خطير بامتياز.
فهو إن أزاح العسكر عن السلطة،أي هذا الشوط الثانى المتوقع ،فلهذا الاحتمال مضاعفاته و انعكاساته،و إن نجح ولد بوبكر ،و لم يقبل ذلك العسكر المتحكمون،تحول هذا الاحتمال الثانى إلى أزمة سياسية و أمنية خانقة !.
و لعل طبيعة المرشحين المتاحين، قادرين ربما،على تفتيت الأصوات و الكتلة الانتخابية ،لصالح دور ثان، غير مستبعد و غير مأمون و غير بسيط إطلاقا.
و على ضوء هذه الأجواء الغامضة و الساخنة ،فى آن واحد،لا يستبعد أن تكون المعركة الانتخابية القادمة ،معركة قوية حقا،و غير محسومة تلقائيا إطلاقا.
و ستبقى طبيعة المرشح و محيطه و برنامجه و تاريخه السياسي و النضالي،إن صح الإطلاق على البعض،و وسائله المالية،عوامل و أسلحة نوعية مؤثرة ،فى الحدث الانتخابي الرئاسي المنتظر، خلال الأسابيع القادمة،بإذن الله .
و رغم أننى شخصيا لا أثق فى الشفافية التامة لعمليتنا الانتخابية،إلا أن الهامش المتاح ،ينبغى أن يستغل و يناور به ،بجرأة و سلمية و حذر مضاعف .
و قد تصوت المدن الكبرى فى أغلبها، و خصوصا العواصم الثلاث-انواكشوط نواذيبو ازويرات- للمعارضة ،فى جانب معتبر من ناخبيها،و ربما تظل مدن الداخل، بورصة للناخبين التقليديين،لتأكيد نفوذهم و محاولة الحفاظ على مصالحهم الضيقة مع السلطة المركزية .
و لو حسبنا بالقياس التقليدي،فإن جماعة ولد بوبكر، من هنا و هناك، و حلفائه من تواصل و حاتم ،و عديد المبادرات الشبابية الداعمة له،و من جهة ثانية ،كادحى ولد مولود و شعبية التكتل التقليدية المتماسكة، الداعمة فى أغلبها لولد مولود،و من جهة أخرى، أنصار بيرام و كان حاميدو بابا .كل هؤلاء قد يمنعون ،احتمالا لا جزما ،حسم ولد غزوانى للعبة الراهنة فى الدور الأول .
مع أنه مازال فى الوقت متسع،لظهور تحالفات أخرى ،لصالح المعارضةأو على حسابها،مع أن السباق الانتخابي هذه الأيام على أشده.و من يظن أن الحملة لم تنطلق بعد، فهو واهم قطعا .
و سيكون للمال الانتخابي دورا معتبرا فى حسم اللعبة،بحكم المعاناة و الحرمان ،و تمسك أغلب الناخبين،بأن حملة الرئاسية، موسم المواسم !.