ذكريات عقيمة من بريدٍ لم يصل!

ثلاثاء, 2014-08-19 18:05

إلى العصافير التي مازلت تغرّدُ في سماء دمشق مع طائرات الميغ)
(1)
كأوراقٍ يابسة في غابةٍ بعيدة ، أطيرُ مع الهواء لأنّني بعيدٌ عنكِ ، تدوسُ عليَّ معظم الحشرات هناك ، وتأكل مما بقيَّ من جسدي الذي لطالما حلمتِ بهِ ، أنا حبيبكِ الذي خانكِ البارحة يا غبيّة ، وكذّبَ عليكِ قبل ذلك بيومٍ واحد ، أنا حبيبكِ الذي مارسَ الحبّ مع امرأةٍ سواكِ قبل أن تغادرَ إلى سوريا ، وكأنَّ شيئاً لم يكن .

(2)
إنها الخيانة التي تصبح من أجمل الأشياء حين تكون معكِ وأكون أنا الخائن في غيابكِ ،أنا ذاك الكائن الخرافيُّ الصغير الذي يمرضُ بمرضكِ ويفرح بمجيئكِ كطفلٍ صغير ، يضيع بين ألعابك ، ويشتاق في حضوركِ ، يشتري لكِ الهدايا التي لا تصل إليكِ ، يكتب لكِ القصائد التي تقولين عنها دائماً إنها ليست لي .

(3)
أنا الذي أمدُّ يديَّ إلى يدكِ ويدكِ للآخرين ، أنا الذي بكيتُ دماً كلّما رأيت شخصاً آخر في حياتكِ ، وأنتِ تشربين النبيذ مع ابن جاركِ الذي كرهتهُ قبل أن أعرفكِ ، أنا عشيقكِ الذي مازال يقبُّلكِ أمام الكثيرين في السر والعلن دون خجل .

(4)
أنا ذاك الرجل الشرقي الذي يغار عليكِ من كلّ الرجال ، مازلت أخاف عليكِ من تلك الرصاصة الطائشة التي قد تقتلكِ في كلية الفنون الجميلة مع زملائكِ الذين يتمنون لي الموت الآن ، ليحبوكِ عوضاً عنّي ، أنا ذاك الحبيب الذي لن يترككِ أبداً وسيبقى يخونكِ دائماً .

* شاعر سوري

جوان سوز