بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
مرة اتصلت على ولد عبد العزيز من دبي ،حيث كنت أقيم فى الإمارات ،مصادر الجواز تمهيدا لتسليمى،و ضمن تلك المعاناة النفسية المؤلمة أقمت هناك سنة و ٢٣يوما،من وصولى للإمارات،٧/١١/٢٠٠٧،إلى يوم تسليمى بعد السجن عشرة أيام،٣٠/١١/٢٠٠٨.كلها فى الإمارات،سوى أسبوع أمضيته فى بيروت،باستدعاء من جميعة الدفاع عن الصحفيين،بالتنسيق مع جريدة النهار،لتأبين مديرها الناشر ، جبران اتوينى.
أجل اتصلت على ولد عبد العزيز هاتفيا،يوم ١٨/٨/٢٠٠٨،كلمته فى البداية فى أمر خاص،حيث نبهته إلى أنى لاحظت الإفراج عن الزميل ،نعمه عمر و صاحبه،و قلت له فى المقابل،أنا فى نفس الخانة الإعلامية و فى الخارج ،و وعد بحل المعضلة.لكن صباح اليوم الموالى،كتبت له مساج( أسمس)على جواله:"لتجاوز هذه المرحلة ،ينبغى إجراء انتخابات رئاسية،تحت مظلة دولية،و بمشاركة جميع من أراد،و دون مشاركتك،من أجل المصلحة العليا للوطن)أعنيه طبعا شخصيا،محمد ولد عبد العزيز.و اتصلت عليه لاحقا،خلال نفس اليوم،هل رأيت الرسالة ،قال نعم، لكن رد بانفعال "ما فيه مصلحة الوطن"يعنى اقتراحى!.
ثم اتفق هو ولد هادى مدير الأمن وقتها،على ادعاء أنى دخلت موريتانيا بصورة غير قانونية،مستفسرين عن رقم جوالى فى الإمارات !.
ما الرابط؟!،مخطط مخابراتي فحسب!.
تواصلوا مع بعض العملاء المحليين،و بسرعة قارن الرئيس بين الرقمين،مصدر مكالمتى و الجوال الآخر .و الذى أعطته نتيجة البحث القصير "المجدى"،التطابق ،الذى أكد صحة ورود المكالمة من طرفى فعلا،شخصيا.
ملخص هذه التجربة و غيرها،أن ولد عبد العزيز ،مصر على التمسك بكرسي الحكم و منافعه،مهما كان الثمن و لا يحب الناصحين البتة،لكن كان منى بعض النصح فى مناسبات سرية و علنية ،مختلفة الزمان و المكان،و دون جدوى غالبا ،للأسف.لكن القصد ،النصح الخالص الجريئ المكلف ،و الباهظ الثمن أحيانا .
السجن و التنكيل و الحرمان .
و بعد أن توصلت بمعلومات دقيقة من مصادر خارجية،فهمت بأن غزوانى خدعه لصالح اللوبى الإماراتي السعودي الأمريكي البريطاني،على حساب المصالح الفرنسية،ضمن خطة لتأمين تدفق الغاز الموريتاني،بعيدا عن النفوذ الفرنسي و القطري!.
الإمارات تصر على ترشيح ولد غزوانى بالذات،و ليس حكم سنتين إضافيتن لصالح عزيز،و لا مأمورية ثالثة متعسفة لصالح عزيز،و لا حتى ترشيح ولد محمد لقظف ،مقترح اللوبى الغازي الغربي،ولد غزوانى ،مقابل تأمين أموال ولد عبد العزيز و أسرته فى بنوك الإمارات،و الرسالة نقلها غير مشفرة لعزيز،حسب الرواية المروجة المثيرة و الجديرة بتحقيق محايد، دحلان الفلسطيني ،رجل المهام المختومة بلون الدم،لا قدر الله، و التهديد و الوعيد، على أضعف الاحتملات و أقلها عدوانية!.
بعد الحصول على هذه المعلومات أو التأويلات "الدقيقة" ،حسب رواتها ،و المصيرية الدلالة،إن تأكدت،حيث تعنى اختطاف القرار الوطني و الثروة الغازية المرتقبة،كان لزاما،مصارحة سدنة الوطنية القلائل و المشفقين على هذا البلد المغدور بامتياز،منذو أمد غير قصير!.
ترى لماذا تصر الشركات النفطية الغربية"الأنكلوكسونية" ،على إزاحة ولد عبد العزيز ،عن واجهة الحكم و مركز التأثير المركزي ؟!.
هل لأنه نهم و "زيادة" أو وجوده بصورة غير دستورية مصدر مزيد من الاضطراب،الطارد أصلا لأجواء الاستثمارات الكبيرة النوعية؟!.،و فى المقابل اشتراط ترشيح عسكري "ضعيف و مرتهن بملفات حرجة" على رأي و تفسير البعض !.
من هنا تدخلت فرنسا بحجة مصالح الساحل و الصحراء و اشتراط رد الاعتبار للمنطق التقيليدي، لتقاسم مناطق النفوذ،أم أن فرنسا قسم لها فى ليبيا و غيرها نصيبا معتبرا،مقابل تنازلات اقليمية منطقية،بحجة صعوبة و تعقد تكاليف و أساليب الاستخراج البحري الغازي،فى موريتانيا و الشقيقة السنغال ؟!.
الشركات الغربية الغازية"الآنكلوكسونية" تريد ربما ولد غزوانى،لصلته القريبة بالمؤسسة العسكرية، و لأنه"مرتهن"!.
و فرنسا خبيرة بالمسرح الموريتاني،و يبدو أنها تراهن بصورة سلمية تكتيكية هادئة ،على مرشح مدني كتوم متمرس،لا يسعى لتصفية الحسابات الصغيرة ،على منحى المثل الحساني" الخير أخير من أهلو " .
أما الشعب الموريتاني،فمغيب القرار و الاختيار غالبا،و اللعبة الانتخابية "لعبة حك حك"،لكن الجزء الواعى من هذا الشعب يريد التغيير ،بإذن الله .