أكد مقربان من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن صحته بدأت تتحسن، في وقت أعلنت فيه الرئاسة أن حالته مستقرة، وذلك بعد نقله صباح الخميس لمستشفى عسكري عقب تعرضه لوعكة حادة.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد مستشاري السبسي (92 عاما) أن وضعه الصحي بدأ يتحسن، كما نشر نجله حافظ تدوينة في صفحته بموقع فيسبوك طمأن فيها التونسيين على تحسّن صحة والده.
وعبر حافظ قايد السبسي، وهو الممثل القانوني لحزب نداء تونس الذي أسسه والده عام 2012، عن شكره لرئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان محمد الناصر لزيارتهما الرئيس في المستشفى العسكري بالعاصمة، كما شكر الأطباء الذين يعالجونه.
وكانت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش قالت إن الرئيس-الذي تولى منصبه عام 2014- نقل صباح الخميس إلى المستشفى العسكري، وإنه بصدد إجراء فحوص طبية، ووصفت حالته بالمستقرة.
من جهته، أعلن رئيس الحكومة أنه زار السبسي في المستشفى العسكري، مؤكدا أنه يتلقى العلاج والعناية اللازمة. ودعا الشاهد إلى عدم نشر الإشاعات التي تثير البلبلة.
وقبل ذلك، وصف فراس قفراش المستشار الإعلامي للرئيس التونسي وضع السبسي بالمستقر، ودعا إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات، في إشارة إلى ما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام الأجنبية عن وفاة الرئيس.
وكان قفراش نشر تدوينة في صفحته بموقع فيسبوك وصف فيها حالة الرئيس الصحية بالحرجة، وطلب من التونسيين الدعاء له.
وفي وقت سابق الخميس أعلنت الرئاسة التونسية أن السبسي نقل إلى المستشفى العسكري جراء إصابته بوعكة صحية حادة، ولم توضح الرئاسة طبيعة الوعكة.
وكان الرئيس نقل مساء الجمعة الماضي إلى المستشفى نفسه إثر وعكة صحية خفيفة، وفقا للرئاسة التونسية.
وبعد خروجه من المستشفى نشرت الرئاسة صورة للرئيس وهو يتابع المباراة التي جمعت المنتخب التونسي ونظيره الأنغولي في إطار كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها مصر.
في الأثناء، وفي ظل التكهنات التي يجري تداولها حول وضع الرئيس التونسي، انعقد اجتماع طارئ بمجلس نواب الشعب لبحث الوضع العام في البلاد.
وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن رئيس مجلس النواب محمد الناصر دعا الكتل البرلمانية ومكتب مجلس النواب للاجتماع، الذي ضم أعضاء مكتب المجلس ورؤساء الكتل البرلمانية.
ونقل حجي عن عبد الفتاح مورو نائب رئيس البرلمان قوله إن الاجتماع تناول الوضع الأمني عقب التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا اليوم في العاصمة التونسية، ولم يتطرق إلى الفرضيات الدستورية في ظل الوضع الصحي الراهن لرئيس الدولة.
وكان مدير مكتب الجزيرة بتونس أفاد بأن هناك حديثا يتردد عن أن الجلسة البرلمانية ستنظر في جميع الاحتمالات تحسبا لأي طارئ، وتحديدا في ما يخص شغور منصب رئيس الدولة، مشيرا إلى أن بعض السياسيين تداولوا "أنباء عن وفاة السبسي".
وقالت وسائل إعلام تونسية إن رئيس البرلمان محمد الناصر قطع إجازة مرضية كي يترأس الاجتماع الطارئ. وكان الناصر نفسه تعرض مؤخرا لوعكة صحية لم تتضح طبيعتها.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي في تونس جرى تداول سيناريوهات ترتيبات خلافة الرئيس قايد السبسي من الناحية الدستورية.
وأصدرت حركة النهضة، وهي أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس، بيانا تمنت فيه الشفاء للرئيس السبسي، ونددت بما قالت إنها حملة إشاعات تستهدف إرباك البلاد ومؤسساتها.
ودعت الحركة -في بيان- التونسيين إلى التضامن والتمسك بالمسار السياسي الذي اختارته تونس، وفي مقدمته إنجاح الانتقال الديمقراطي من خلال المحافظة على مواعيد الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
المصدر : الجزيرة