كشفت دراسة أميركية حديثة أن قضاء البشر لفترات طويلة مع بعضهم قد يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية على عكس ما تؤكده اغلب نظريات علم النفس.
ويعتقد مؤلف الدراسة ان تجاوز الخمس ساعات متواصلة ومتتالية من الاحتكاك والتعامل مع البشر أمر ضار للغاية على الصحة البدنية والعقلية للإنسان، وقد يسبب الاكتئاب والخلل العقلي.
ويعد الضغط النفسي اليومي الذي يتعرض له البشر جراء ظروف الحياة المعيشية من الأسباب التي تسبب خللا في الصحة النفسية والجسدية وتعيق التواصل مع البشر لفترة طويلة من الزمن.
ووفقا لما نشرته صحيفة امريكان جورنال فإن الأبحاث ذكرت أن البشر ليسوا مجهزين للتعامل لفترات طويلة من الزمن مع بعضهم، تحت أي ظرف من الظروف.
ويقول مارك هاغسون "إن هذه النتائج تنطبق تماماً على كل من المعارف والأقارب وأفراد الأسرة المباشرين، بما في ذلك الأمهات وأطفالهن حديثي الولادة".
وتضيف الدراسة أنه يجب أن تقتصر المدة التي يقضيها البشر معا على عشرين دقيقة وأقصاها خمس ساعات، وتنصح بتفادي التواجد مع الآخرين أكثر من ذلك. ويجب وووفقا للبحث أخذ استراحة لمدة ساعة كحد أدنى إذا اضطر الإنسان لقضاء فترة أطول مما يجب.
ويقول الباحث ان الفترة التي يقضيها الأفراد بين البشر تتسبب في حدوث مشاحنات داخلية وعقلية وصراعات تجعله أكثر عرضة للاكتئاب.
ويعرف بعض علماء النفس الاكتئاب على أنه غضب موجه للداخل أو مشاعر مكبوتة لم يتم التعبير عنها يمكن ان تؤدي إلى أمراض عضوية.
وكشفت دراسة نفسية سابقة أن عيش المرء بمفرده يزيد من احتمال تعرضه للاكتئاب. وأشارت إلى أن الزواج يخفف من احتمال التعرض لكافة الأمراض النفسية.
ووصل عدد مرضى الاكتئاب في العالم إلى 130 مليونا، وصنف المرض كثاني أكثر الأمراض شيوعا في العالم، وزادت حالات الانتحار بين الشباب والمراهقين بنسبة 500 بالمئة بسبب هذا المرض.
وبلغ عدد المنتحرين في العالم سنويا نحو مليون شخص، أي أنه كل 28 ثانية ينتحر شخص واحد، مما يجعل المرض أخطر من الحروب والأوبئة والكوارث.