نواكشوط - سكينة اصنيب
بعد مرور أسبوع على بدء الحملة الدعاية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا، لم تسجل المهرجانات الانتخابية إقبالا كبيرا كما يحدث عادة في الانتخابات الموريتانية، وهو ما يؤكد توقعات المراقبين الذين حذروا من عزوف الناخبين عن الانتخابات بسبب مقاطعة المعارضة لها.
ولا توحي المؤشرات على تحسن الوضع، فرغم الوعود التي أطلقها المرشحون والجولات التي قاموا بها في ربوع موريتانيا، لم تظهر بعد مشاهد الصخب التي ميزت الحملات الانتخابية السابقة. كما أحجم رجال الأعمال عن دعم حملات المرشحين، مما أثر سلبا على مستوى أداء الحملة فلم يجد بعض المرشحين المال الكافي لإنشاء مقرات للحملة وتأجير السيارات وتشييد الخيام والرفع من مستوى أداء الحملة الدعائية.
عدم جدية المرشحين
يرجع المراقبون فتور الحملة إلى عدم جدية المرشحين في المنافسة على الانتخابات، فقد اعترف بعض المرشحين بعدم قدرتهم على الفوز، من بينهم بيجل ولد هميد، رئيس حزب الوئام، الذي قال إن "الترشح لا يعني الفوز".
وأشار ولد هميد إلى أنه "يمكن للمترشح أن يفوز ويمكن ألّا يفوز، وأن يكون ترشحه ممهدا لفوزه في انتخابات أخرى"، وهو ما اعتبره المراقبون اعترافا ضمنيا بالهزيمة، حتى قبل انتهاء الانتخابات.
أما المرشح بيرام ولد اعبيد فقد قال إن فوز منافسه الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز في انتخابات شفافة يعتبر نجاحا لموريتانيا، وهو أيضا اعتراف ضمني بخسارته الانتخابات.
وتعليقاً على الموضوع، قال الباحث السياسي سيد أحمد ولد محمد الغالي إن فتور الحملة سببه الرئيسي إدراك الشارع الموريتاني أن النتيجة محسومة لصالح الرئيس الحالي، إضافة إلى أسباب جوهرية تتعلق بضعف مستوى بعض المرشحين وعدم جدية المنافسين.
وأشار إلى أن تصريحات المرشحين زادت الوضع سوءا بسبب إقرارهم ضمنيا بخسارة الانتخابات وهم في أوج الحملة الانتخابية.
واعتبر ولد محمد الغالي أن من مفارقات هذه الانتخابات أن يؤكد منافسو الرئيس أنهم واثقين من الخسارة في الاقتراع، مضيفاً: "هناك غياب لمؤشرات القوة في الحملات الدعائية، مما دفع رجال الأعمال وداعمي المرشحين إلى الاحجام عن الإنفاق على حملة محسومة النتائج".
وأوضح أن "ضعف السيولة انعكس حتى على حملة ولد عبد العزيز. كما أن فتور الحملة من شأنه أن ينعكس سلبا على نسبة المشاركة في الانتخابات".
ويخشى الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي يستعد لخلافة نفسه، من ضعف مستوى المشاركة في الانتخابات، وهو الذي يسعى إلى تحقيق نتيجة أفضل من انتخابات 2009 التي فاز فيها بنسبة 52%.
وبالإضافة إلى مقاطعة المعارضة للانتخابات وضعف مستوى المرشحين المنافسين للرئيس، فإن ظروف أخرى قد تعيق الكثير من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، منها ارتفاع درجات الحرارة وعطل المدارس وتنقل الأسر بعيدا عن مراكز الاقتراع واقتراب شهر رمضان.
لجنة الانتخابات تدعو الناخبين
إلى ذلك هاجم "منتدى الديمقراطية والوحدة"، الذي يضم عشرة أحزاب معارضة، الحملة المتواصلة التي تقوم بها اللجنة المستقلة للانتخابات من أجل حض المواطنين على التصويت في الانتخابات.
وقال المنتدى إن "هذه الحملة تؤكد صحة الموقف الذي تبناه المنتدى والقاضي بمقاطعة المسار الانتخابي الأحادي نظرا لعدم حيادية الجهة المشرفة عليه وانحيازها الواضح مع طرف على حساب الطرف الآخر".
وجدد المنتدى "رفضه المشاركةَ في هذه الانتخابات التي لا تتوفر فيها أبسط مقومات الشفافية والنزاهة ولا تشرف عليها مؤسسات مستقلة".